
حسنا ، روايتي طبعت والبلاد تتفتت ً
الكاتب والروائي اليمني محمود ياسين يكتب عن روايته " قبل أن أقتل رويداً " قبل نزولها الى المكتبات في مقاربة مذهلة لشغف الحرف وواقع الحرب.
حسنا ، روايتي طبعت والبلاد تتفتت
ًوضعت غلاف الرواية الى جوار خارطة بلادي وادركت كيف يمكن للانسان ان يحظى بنصر شخصي صغير بينما يتفتت وجوده
لا زلت اليمني الذي لم يتغول داخله حس اللاجدوى تماما ، لذلك لن اشبه ذلك المؤرخ الروسي الذي بقي في القبو يؤلف مجلدا هائلا عن تاريخ بلاده بينما كانت بلاده تدمر تماما
عشرون عاما في قبو تحت بناية بمدينة سانت بطرس بورج ، وعندما صعد الى السطح كانت المدينة التي يدين لها بالوجود قد تحولت لانقاض
خرج يبحث عن ورق يلف به التبغ ، غالبا ما يحتاج المؤلفون لادمانات من نوع ما ،
صعقه الخراب وعاد الى القبو يمزق اوراق مخطوطه التاريخي ويلف بها التبغ
بدأ ينفث جهد وشغف عشرين عاما والكثير من المآثر دخانا في هواء القبو العطن
كان ذلك رده الوحيد على خراب كلما آمن به يوما
انا في صنعاء ، مركز اليمن ، عاصمته التاريخية ، الرمز الذي تحول بسبب المرض المناطقي الى منطقة مقابل مناطق ،
بينما تجثم روايتي في قبو ما تحت بناء ما في بيروت ، تنتظر الخروج لتسرد حكاية يمنية لم يعد لديها تضاريس ولا خارطة ،
هكذا اسمع انهم اتفقوا على تفتيت البلد ، خلص المرضى الى حل وحيد هو قتل امهم المريضة
قيادات المنفى ومقاتلي الداخل وامراء الحرب من كل صوب ، الشرعيون والانقلابيون انتهوا لهكذا خيار يلائم كل المرضى .
ابحث عن بقية فصاحة لتقديم تحليل مدهش وخطير عن " اتفقوا على تفتيت وجودنا " تضيع الكلمات ويتصاعد من الاعماق حس ناقم ومضطغن ليتيم شيعوا امه ووضعوا في يده قطعة شوكلاتا وقالوا : كن رجلا
ستباركون لي بالطبع ، هنا سيتسائل الغالبية عن الرواية اليمنية وليس عن يمن يوشك ان يتحول لمروية من الماضي .
لدي سجائري ملفوفة جيدا ، فقط هناك مخطوط سأتلفه ، حكاية يمنية اخرى تدور في يمن يوشك ان يتبدد
ما جدوى الحكاية وقد تلاشى المكان ؟
- من حائط الكاتب