حماس تعلن موافقتها على مقترح للوسطاء بشأن وقف إطلاق نار في غزة
الرأي الثالث - وكالات
أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، إسماعيل هنية، موافقة الحركة على مقترح الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزّة.
وأتى ذلك في اتصال هاتفي أجراه هنية، اليوم الاثنين، برئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفي اتصال آخر بوزير المخابرات المصرية، عباس كامل.
وكشف قيادي في المقاومة الفلسطينية، أنّه تم التوصل بين الوسطاء وحركة حماس إلى صيغة جديدة محكَمة، بشأن اتفاق على وقف إطلاق النار.
وأوضح القيادي أنّ الصيغة الجديدة تُفضي إلى وقف إطلاق النار و"تم التغلب على هذه المعضلة"، مشدداً على أنّ حماس أبدت مرونة عالية جداً من أجل التوصل إلى اتفاق، بينما الكرة الآن في ملعب "إسرائيل".
وفي وقت سابق اليوم، كانت الحركة لوّحت بوقف المفاوضات في ضوء التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، كلياً أو جزئياً، وفق ما كشف مصدر في المقاومة الفلسطينية للميادين.
وقال المصدر إنّ "حماس تؤكد أن التهديد باجتياح رفح لن يُشكّل أيّ ضغطٍ عليها في مسار المفاوضات".
وأكّدت حماس، في بيان، أنّ أيّ عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهةً لـ "جيش الاحتلال الفاشي"، مُشدّدةً على أنّ المقاومة على أتمّ الاستعداد للدفاع عن شعبها، وإجهاض مخططات الاحتلال، وإفشال أهدافه.
وفي هذا الإطار، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "لا نأخذ موافقة حماس على محمل الجد والحديث عن مقترح غير الذي وافقت عليه إسرائيل".
كما يتوقع أن يصل مدير المخابرات الأميركية، وليام بيرنز إلى تل أبيب غداً الثلاثاء قادماًَ من العاصمة القطرية الدوحة التي أجرى فيها لقاءات بشأن حرب غزة، علما بأن قطر كانت المحطة الثانية من جولته في المنطقة بعد مصر.
ومع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين، إجراءات تمهيدية لعملية اجتياح رفح جنوبيّ قطاع غزة، بطلبه من سكان شرقي رفح الإخلاء، تحدث قيادي في حركة حماس عن أن القرار سيؤدي إلى تعليق مفاوضات غزة الخاصة بالرهائن، في وقت كثف الوفد الأمني المصري اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.
وكان قيادي كبير في حركة حماس، قد قال لوكالة رويترز، إن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح "تطور خطير وستكون له تداعياته"، لافتاً إلى أن "الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب".
وأكد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان اليوم الاثنين، أن التحرك العسكري الإسرائيلي في رفح ضروري بسبب رفض "حماس" مقترحات قدمها الوسطاء بشأن هدنة في غزة، تطلق بموجبها الحركة سراح بعض الرهائن.
وجاء في البيان أن غالانت نقل تلك الرسالة في اتصال خلال الليل بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وتوالى ردود الفعل بعد أن حثت إسرائيل، اليوم الاثنين، الفلسطينيين على إخلاء أجزاء من مدينة رفح في قطاع غزة في ما يحتمل أنه استعداد لهجوم مزمع على وحدات من حركة حماس في المدينة الواقعة أقصى جنوبي غزة.
إلى ذلك حذّرت مصر، اليوم الاثنين، من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية في محافظة رفح، جنوبي قطاع غزّة، ضمن عدوان الاحتلال المستمر على القطاع منذ نحو 7 أشهر.
وفي بيانٍ لوزارة الخارجية، وصفت القاهرة أي عملية عسكرية في رفح بـ"العمل التصعيدي"، مشيرةً إلى أنه ينطوي على "مخاطر إنسانية بالغة" تهدد أكثر من مليون فلسطيني موجودين في تلك المنطقة.
وطالبت مصر "إسرائيل" بتجنّب التصعيد "في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار"، وبـ"حقن دماء المدنيين الفلسطينيين"، الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب.
وأعلنت القاهرة أنها تواصل اتصالاتها، على مدار الساعة، بلأطراف كافةً "من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة".
"السلطة الفلسطينية": مليون ونصف مليون فلسطيني تحت خطر الإبادة
من جهتها، أكّدت رئاسة السلطة الفلسطينية أنها تُجري اتصالات مكثفة بالأطراف الإقليمية والدولية، وخصوصاً واشنطن، من أجل وقف مجزرة اجتياح رفح.
ودعت الرئاسة الإدارة الأميركية إلى "التدخل الفوري لمنع وقوع هذه المجزرة"، مشددةً على أن عملية في رفح تعني أن مليوناً ونصف مليون فلسطيني سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية ومحاولات تهجير.
الاتحاد الأوروبي: للتخلي عن توغل في رفح
بدوره، طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بدوره، "إسرائيل" بالتخلي عن التوغل في رفح، مشدداً على أنّ إخلاء مناطقها الشرقية "غير مقبول".
وأكد بوريل، في منشور في حسابه الشخصي في منصة "أكس"، أنّ التوغل البري الإسرائيلي "يُنذر بالأسوأ، وبمزيد من الحرب والمجاعة"، لافتاً إلى أنّ "الاتحاد الأوروبي يستطيع بالتعاون مع المجتمع الدولي التحرك من أجل منع هذا السيناريو، وعليه أن يفعل ذلك".
وفي وقت سابق، أكّدت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أنّ أيّ عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهةً لـ "جيش الاحتلال الفاشي"، مُشدّدةً على أنّ المقاومة على أتمّ الاستعداد للدفاع عن شعبها وإجهاض مخططات الاحتلال وإفشال أهدافه.
ويواصل الاحتلال، منذ مساء أمس، عدوانه على رفح، ويشنّ غارات على شكل أحزمة نارية شرقي المدينة، بالتزامن مع تهديدات بقصف سكان مناطق شرقي رفح من أجل إخلائها.
واستهدف القصف الإسرائيلي منازل المدنيين، وأدى إلى وقوع مجازر كان بين ضحاياها نساء وأطفال. وكان مصدر فلسطيني أكد ارتقاء أكثر من 22 شهيداً في إثر غارات إسرائيلية على عشرات المنازل في رفح.