ندمٌ يطارد المدرّبين: «الكارما» الكروية لا ترحم

 تكثر الأخطاء في عالم كرة القدم. وبعيداً عن الحكّام، تتجلّى هفوات المديرين الفنيين والإداريين خلال سوق الانتقالات.لاعبون كُثر لم يتوافقوا مع رؤية مدربيهم، لينتهي بهم المطاف في نادٍ آخر. 

وفور انتقالهم إلى وجهتهم الجديدة، يحقق أولئك اللاعبون نجاحاتٍ باهرة، ما يضع النادي البائع تحت أسهم الانتقاد والتهكّم.

ظهر ذلك في أكثر من مناسبة على امتداد السنوات وصولاً إلى فعاليات الموسم الحالي، الذي يشهد اسماً سرعان ما أثبتَ خطأ التخلي عنه: كول بالمر.

تدرّجَ الجناح الإنكليزي في أكاديمية مانشستر سيتي، ولعب بعض المباريات على المستوى الاحترافي الأول في الأشهر القليلة الأخيرة تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا، غير أن هذا الأخير ارتكب ربما أكثر خطأ فادح في مسيرته التدريبية بالسماح لهدّاف تشيلسي هذا الموسم والدوري الإنكليزي على حدّ سواء بالرحيل.

20 هدفاً سجّلها بالمر لتشيلسي في النسخة الحالية من الدوري خلال 28 مباراة شارك فيها، ما جعله يتصدّر ترتيب الهدافين في «بريميرليغ» رفقة مهاجم السيتي إرلينغ هالاند. إضافةً إلى ذلك، قدّمَ بالمر 7 تمريرات حاسمة، وسجّل في مجمل مختلف المسابقات 25 هدفاً مع صناعته 13 أخرى خلال 41 مباراة هذا الموسم.

أرقامٌ مثالية لابن الـ21 عاماً جعلت قيمته السوقية ترتفع من 47 مليون يورو (المبلغ الذي دفعه تشيلسي لاستقدامه) إلى 55 مليون يورو في أقل من 8 أشهر بحسب آخر تحديث لموقع «transfermarkt» المختص بإحصائيات كرة القدم قبل شهرٍ تقريباً، مع ترجيح الوسط الرياضي أن تتجاوز القيمة عتبة الـ100 مليون عند انتهاء الموسم.

الأداء اللافت للشاب الإنكليزي رفقة «البلوز» صوّبَ النيران على غوارديولا، الذي دافع بدوره عن قراره في أكثر من مناسبة مشيراً إلى أنه أعطى بالمر حرية التصرف. 

من جهته، أكّد الهدّاف الإنكليزي قبل أيام بأن غوارديولا وضعهُ حينها تحت خيارين لا ثالث لهما: إما البقاء أو الرحيل بشكل نهائي وليس على سبيل الإعارة، فقرّر بالمر الذهاب إلى تشيلسي.

ورغم أنّ هذا الأخير اقتنص «جوهرة» نادرة بسعرٍ مثالي، فإن تاريخ تشيلسي يمتلئ بالقرارات الخاطئة أيضاً. بعيداً عن «كارثتَي» بيع محمد صلاح وكيفن دي بروين قبل سنوات، شهد الموسم الجاري حالة أخرى قد تطارد «البلوز» في السنوات المقبلة، اقترفها المدرب ماوريتسيو بوكيتينو بحق الظهير الأيسر إيان ماتسن.