الكابتن ماجد عبر الذكاء الاصطناعي.. هل سننتظر الهدف طويلاً؟

 هل تتذكّرون تلك اللحظات التي كنّا ننتظر فيها، من يوم إلى يوم، كي نشاهد ما الذي سيحدث بعد تسديدة "الكابتن ماجد". هل سيسجّل، أم لا؟ تلك اللحظات التي كنّا نخيّر فيها أنفسنا بين ماجد، بطل الجميع، أو خصمه اللدود "بسام"، اللاعب الشرس والقوي.

كم مرة نظرت إلى والدك في المدرّجات وخطر في بالك أنه "المدرب فوّاز"، المعلم الخاص لماجد، والذي ساعده كثيراً على صقل موهبته، وهو أيضاً اللاعب البرازيلي السابق، والذي عاش معاناة كبيرة في طفولته بسبب وفاة أمه، وعاش معاناة أخرى قاسية في شبابه عندما أصيبت عينه بنزف دموي في الشبكية يهدّد بانفصال تام لها، لذلك لطالما ارتدى نظارات شمسية.

لا شك في أن لكل منّا "ياسين"، الفتى الذهبي في مسلسل الكرتون، وهو الصديق المخلص لماجد، وزميله. يقول البعض إنه توأم ماجد، لكن الرسم الكارتوني لا يوضح ذلك. فذاك الشاب المخلص يتميّز برقة القلب وحسن الطباع.

شخصيات كثيرة في مسلسل "الكابتن ماجد"، ولكلّ واحد من جماهير هذا المسلسل قصة مع شخصية معينة. ولطالما كانت الصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي تُسقط التشبيهات من الكرتون على الواقع، فترى مشجّعي برشلونة مثلاً، في فترة زمنية معيّنة، يشبّهون الأرجنتيني ليونيل ميسي بـ "ماجد"، وهذا ما قامت به بعض جماهير ريال مدريد أيضاً مع البرتغالي كريستيانو رونالدو.

تمنينا كثيراً في صغرنا، وخصوصاً جيلَي الثمانينيات والتسعينيات، أن نروي لأطفالنا قصة "ماجد"، وأن ندفعهم نحو مشاهدته. لكن، في ظل كل هذا التطور التقني، لم يعد كارتون "ماجد" مغرياً للجيل الجديد، فكانت الخاتمة.

الخميس، الـ4 من نيسان/أبريل 2024، صدرت آخر قصص الرسوم المتحركة الشهيرة لكرة القدم، "الكابتن تسوباسا"، "الكابتن ماجد" كما عرفناه في عالمنا العربي، بعد 43 عاماً من طرحها لأول مرة. لكنّ صانعها لا ينوي التخلي عن شخصياتها تماماً.

كتب مؤلف قصص "المانجا" اليابانية، يويتشي تاكاهاشي: "الآن، بعد أن انتهيتُ من رسم الحلقة الأخيرة من السلسلة، أشعر بالارتياح لأنني انتهيتُ من كل شيء، وأشعر بالتحرّر لأنني سأتمكّن أخيراً من عيش حياتي من دون الارتباط بأي مهل نهائية للنشر".

لكن، في أثناء إعلانه "اعتزاله رسم القصص"، أشار عرّاب قصة "المانجا"، التي نُشرت للمرة الأولى، في عام 1981، في مجلة "شونين جامب" اليابانية الأسبوعية، إلى أنه سيواصل ابتكار مغامرات لنجوم كرة القدم في قصته عبر الإنترنت، على شكل مخططات قصصية.

واقتُبست السلسلة خلال العقود الماضية عبر أشكال كثيرة، في الرسوم المتحركة أو ألعاب الفيديو، حتى إنها ألهمت تماثيل في الحيّ الذي ولد فيه تاكاهاشي في طوكيو.

كما ألهمت مآثر "الكابتن ماجد" أساطير في كرة القدم خلال طفولتهم، من أمثال زين الدين زيدان وكيليان مبابي وليونيل ميسي.

وبعد قرابةـ 3 أسابيع من هذا الإعلان، كان ماجد ينتظر رسّامه كي يعيده إلى الحياة، ولعل الذكاء الاصطناعي يفعل ذلك، إذ ظهر تاكاهاشي مجدداً ليقول إنه قد يستعين بالـAI في سبيل استمرار أعماله.

وأوضح المؤلف، البالغ من العمر 63 عاماً، أنه اتخذ هذا القرار في ظل مشاعر متضاربة نتيجة رقمنة الصناعة وصعوبة تطويع التقنية، لكن الذكاء الاصطناعي ربما يستمر العمل فيه مستقبلاً.

وقال تاكاهاشي: "إذا تخلّيت عن استخدام القلم، وفي حال تطوّر الذكاء الاصطناعي في المستقبل وتعلّم جيداً من قصص المانجا التي ألّفتها حتى الآن، فربما أستطيع رسم مانجا بطريقتي"، مؤكداً أن ذلك سيضيف قيمة إلى أعماله، وقد يصبح مساراً لهذا القطاع فيما بعد.

بين الورقة والقلم والذكاء الاصطناعي، تبقى شخصية "الكابتن ماجد"، أو "الكابتن تسوباسا"، ملهمة لكثير من الأطفال، بل ستكون، أكثر من ذلك: معلّماً جيداً لهم.

* حسن عطية