عن خطاب صالح والحوثي...

عادنا سمعت خطاب صالح الآن، ومش عارف كيف فهمه البعض على أنه خطاب تهدئة، مع أنه يتضمن تصعيدا واضحا، ولكن بهدوء، هو الهدوء الذي يلازم الشخص الواثق بنفسه، عادة. في حين بدا عبدالملك الحوثي وكأنه أخذ على حين غرة، لذلك جاء خطابه منفعلا وحافلا بعبارات التهديد، ومن الطبيعي أن ينفعل الحوثي، فهو خير من يعرف معنى حشود صالح، وما يمكن أن تؤدي إليه هذه الحشود، خاصة وأن له تجربة مشابهة. فالحقيقة أنه إذا أردنا أن نشبه مايقوم به صالح الآن بحادثة ما، فإن أقرب الحوادث هي ما كان يقوم به الحوثي في العام 2014 أثناء تحضيراته لدخول صنعاء، فهناك تشابه كبير، وإن كان هناك اختلاف في بعض الأشياء. وحتى خطاب صالح الأخير لا تشبهه إلا خطابات عبدالملك الحوثي التي كان يلقيها عندما كان أنصاره يحتشدون في محيط صنعاء قبل 21 سبتمبر، تلك الخطابات الهادئة الرزينة، التي ألهمت الحوثي لشدة رزانتها، أن يبتكر عبارات جديدة على عالم السياسة، من مثل عبارة "الاجراءات المزعجة" و " التصعيد المؤلم" وغيرها، وسبحانه مغير الاحوال يا عبدالملك الحوثي.