سأنام الآن يا كلاريس

اقترفت الليلة كل الأخطاء التي تحذرينني منها .

كانت أمي تقول أنه ليس معي قلب ، وبقيت وقد شارفت على الخامسة والثمانين قلقة علي وحدي ،

وكأنني الطفل الذي يرفض أن يكبر ، وبدلا من أن اكون لك أبا ، منحتني انت أمومتك حد إحساسي بغيرة عروستك البلاستيكية التي ألقيتها جانبا ضمن ما أهملته من طفولتك ايتها الزهرة الدمشقية .

اغنيتك لي قبل النوم لا تزال تدور على اسطوانة الزمن الأخير ، وتسألينني كل ليلة : وينك رايح يا شادي ؟
يأتي البرد عشرين مرة ويمضي وأنا مقرفص على اطراف الليل مثل كل الاطفال المهجورين ، تكبرين انت يا كلاريس وتكتهل فيروز بينما ينسى الآباء الطريقة التي كانو يحمون بها أطفالهم ، فتكتهل زهرة تفتحت في ظهيرة الحصبة بصنعاء وسرق بتلاتها شتاء جنوب تركيا .
ومن هناك تقولينها بكل العناء وقلق ليالي الحرب : حاجتك تدخين حاجتك هم وسهر ،
" ومن يومتها ما عدت شفته
ضاع شادي "