النازحون في محافظة إب.. معاناة مستمرة وغياب للتدخلات

أدت الحرب والصراع في اليمن إلى تشريد أكثر من 4 ملايين شخص، يعاني أغلبهم من ظروف صعبة، بما في ذلك النازحون إلى محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء).

وضاعفت الأمطار الغزيرة وتوقف المساعدات وانعدام الخدمات، وغيرها من العوامل الأخرى التي خلفها الصراع والحرب، معاناة آلاف الأسر في مدينة إب والمديريات التابعة لها.

ودفع التصاعد المستمر لمعاناة النازحين في إب منظمات دولية إلى وصف وضعهم بـ«البائس جداً»؛ حيث إن أغلبهم لم يتلقوا طعاماً أو نقوداً مقابل الغذاء لفترة طويلة.

لا تقتصر المعاناة على الأسر النازحة من عدة مناطق يمنية إلى إب؛ بل باتت هذه المحافظة التي تعاني من كثافة سكانية عالية، تشهد هي أيضاً موجات نزوح من سكانها إلى خارجها، نتيجة استمرار غياب الأمن والتدهور الحاد بكافة مناحي الحياة.

وتتحدث مصادر إغاثية وحقوقية بأن التدني المعيشي والانتهاكات المستمرة للجماعة الحوثية ضد سكان المحافظة أدَّيا خلال السنوات الماضية إلى تصاعد موجات النزوح إلى خارج المحافظة.

وأفادت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين (حكومية) بنزوح 80 أسرة من إب صوب مناطق أخرى في الشهرين الماضيين، ليضافوا إلى 447 أسرة مكونة من 2400 شخص، أجبروا نتيجة الخوف من الانتهاكات والملاحقة والخطف الحوثي على النزوح من إب عام 2023.

وسجلت الوحدة المعنية بتتبع النزوح والمغادرة في الفترة من 1– 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، ما نسبته 11 في المائة من إجمالي النازحين، من إب (نحو 40 أسرة)، كما وثقت في فبراير (شباط) المنصرم، نزوح 37 أسرة من المحافظة ذاتها.

وبلغت أعداد النازحين من محافظة إب خلال العام المنصرم ما نسبتها 6.20 في المائة من إجمالي النازحين في تلك الفترة البالغ عددهم 7211 أسرة تتألف من (39417 فرداً).

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أكدت في تقرير سابق لها، أن الوضع المعيشي الذي يعانيه عشرات الآلاف من النازحين في مدينة إب بائس جداً؛ حيث يعيش نحو 25 ألف نازح في 73 موقعاً.

وقد أكد معظم سكان هذه المواقع للمفوضية أنهم لم يتلقوا طعاماً أو نقوداً مقابل الغذاء لفترة طويلة تزيد على شهرين، وهم يشكون أيضاً من معايير الاختيار.

وتعد محافظة إب واحدة من أكثر المراكز التي تستضيف موجات نزوح؛ حيث يوجد بها 181 موقعاً، تفتقر غالبيتها إلى الاحتياجات الإنسانية الأساسية المتعددة القطاعات، مثل نقص الغذاء، والمأوى، والاستخدام المحدود لخدمات الصرف الصحي والنظافة، ومحدودية الأماكن الملائمة للأطفال ونقص التعليم وأماكن التعلم، باعتبارها تحديات رئيسية تواجه النازحين في المواقع.