مواطن يبحث عن وطن (83)

.. الصناديق المخفية ..
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كنت امام مكتب البريد ورأيت أحد الأشخاص ساخط

وعندما سألته عن السبب قال .. تمخض الجبل فولد فارا.. وهكذا هي مشاريع هيئة رعاية أسر الشهداء التي تقول انها مليارات الريالات وفي نهاية الأمر تصرف ١٧ الف ريال لكل أسرة شهيد ..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلامه صحيح فمن يسمع تلك الهالة الإعلامية يظن أن هناك اهتمام بأسر الشهداء لكن الواقع غير ذلك وان هؤلاء الأسر يعيشون البؤس والحرمان وتعسف المؤجرين وغيرهم بينما اقل موظف في الهيئة يستلم عشرات اضعاف أسر الشهداء اما اذا صعدنا إلى سلم الوظائف في الهيئة قليلا ستجد أن المدراء يستلم كل منهم ما يعادل مرتبات عشرين اسرة شهيد أو أكثر.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. ماهو سبب عدم الاهتمام باسر الشهداء رغم أننا نسمع في الإعلام كلام كثير عن الاهتمام باسر الشهداء ورعايتهم لكن في الواقع لاشيء وكما يقال كلام جرائد ؟..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. هم يقولون ان الدعم غير متوفر وان الموازنات لا تكفي وأنها بالكاد تكفي مرتبات موظفي الهيئة ومسئوليها وطز في أسر الشهداء وقد سمعنا قبل أكثر من عامين عن قرار بمنح أسر الشهداء قطعتي ارض لكن كل ذلك كان كلام في كلام وكذب على الناس مثل بقية المشاريع التي يتم الإعلان عنها وفي الاخير كلها مشاريع وهمية.  

قال لي زميلي المواطن العزيز.. اقترح عليك امر يمكن أن تقدمه إلى الجهات المختصة في الدولة والحكومة لمعالجة إشكاليات عدم توفر موازنة ثابتة لأسر الشهداء.. قلت له تفضل يا زميلي المواطن العزيز ماهو المقترح؟.. قال اقترح ان يتم انشاء صندوق لرعاية أسر الشهداء ما رأيك؟.

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. ارجوك لا يسمعوك ابدا فستكون فرصة لهم لإنشاء الصندوق لكنه سيصبح مثل كل الصناديق اسم بدون فائدة ولا أحد يدري اين تذهب مواردها رغم انها بالمليارات ..

قال لي زميلي المواطن العزيز.. انا اسف ياصديقي الصحفي لكني احاول ان اضع حلا لمشكلة أسر الشهداء لكن كما قلت ربما يصبح هذا الصندوق مثل كل الصناديق وآخرها صندوق دعم المعلم والتعليم الذي لم يستفد منه لا المعلم ولا التعليم ..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. الأمثلة كثيرة صندوق رعاية النشء والشباب والشباب أبعد مايكون عنه وصندوق التراث والتنمية والثقافة والتراث بعيدة كل البعد عنه وصندوق التشجيع الزراعي والسمكي والزراعة محرومة منه  وصندوق المعلم والمعلم يتضور جوعا وعطشا ولم يحصل منه على اي شيء  وصندوق النظافة والنظافة غائبة وصندوق الطرقات والطرقات مخربة ومكسرة والشوارع تمتلئ بالحفر  وصندوق المعاقين والمعاقين في الشوارع بدون رعاية ولا يحصلون على شيء وصندوق وصندوق وكلها صناديق  ايراداتها بالمليارات  اخترعتها الدولة والحكومة للهروب من التزاماتها وفتحت بها أبواب للفساد وكلما عجزت الدولة في جانب اخترعت لها صندوق وكلها مخفية .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. طيب اين الرقابة على هذه الصناديق ؟ أين مجلس النواب ومجلس الشورى والحكومة وهيئة مكافحة الفساد وجهاز الرقابة والمحاسبة ؟ لماذا لا يسألون عن إيرادات هذه الصناديق اين تذهب؟ وكيف تصرف ؟ وهل يتم صرف مواردها بالشكل الصحيح ؟..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. انت تحلم بأن يتم محاسبة هذه الصناديق ومسئوليها .. هل تعرف ان هذه الصناديق خارج نطاق صلاحيات فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومجلس النواب ومجلس الشورى ولا أحد منهم يجرؤ حتى مجرد السؤال عن هذه الصناديق فما بالك ان يتجرأ احدهم بالسؤال عن ايراداتها أو حتى يطلب تقارير عنها .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. ما رايك أن نتدخل في تحد مع فخامة الرئيس ورئيس حكومته ومجلسي النواب والشورى وهيئة مكافحة الفساد وجهاز الرقابة والمحاسبة بأن يطلبوا مسئولي هذه الصناديق لمحاسبتهم أو على الأقل ليعرفوا كيف يتم صرف إيرادات هذه الصناديق؟..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. انا واثق بأننا سنكسب التحدي انا وانت لان كل هؤلاء لن يتجرأوا في إقحام انفسهم في أمور لاتخصهم .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. اذا هذه الصناديق بعيدة عن الحساب والعقاب وانا اعتذر عن مقترحي الذي كنت اعتقد انه سيكون لصالح أسر الشهداء..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. هذه الصناديق أصبحت مخفية مثل تلك الحوالات المخفية التي غاصت في الرمال ولم يعد أحد يتذكرها حتى أن موضوعها وكل المتسببين فيها لم يتم محاسبتهم وصار المعنى في بطن الحوت أو في بطن الشاعر كما يقال وبالتأكيد أن المواطن سيظل مظلوم بين صناديق مخفية ومسئولين يتهربون عن مسئولياتهم وأسر شهداء بعيد عن الاهتمام وسيظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب والمنهوب.