مواطن يبحث عن وطن (86)

.. الدموع الغالية .. 
وصلت صديقتنا الصغيرة فاطمة وهي تبكي بحرقة شديدة وحاولت أن أعرف سبب هذا البكاء الشديد وبعد أن هدأت قليلا قالت لي أن المعلمة طلبت منها الكتب المدرسية وأنها تريد أن اشتري لها وخلال ذلك وصلت اختها امة الله وهي تقول انهم طلبوا منها الكتب لان المنهج الذي اعطيناها من ابنة خالتها حق العام الماضي تم تغييره بطباعة جديدة ولابد من شراء جديد بدلا عنه .. وعدتهما خيرا وفي الاثناء جاء صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوه علي وشاهدوا فاطمة تبكي وانا احاول تهدئتها وقد شرحت لهم سبب البكاء وقد وعدتها بأن اشتري لها الكتب والزي المدرسي والدفاتر والمستلزمات هي وامة الله في اقرب فرصة ممكنة نظرا للظروف الصعبة وكذا رسوم الدراسة للصديقين عبد الله وعلي .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة .. الله يعينك يا صديقنا الصحفي ويعين كل اولياء الامور المساكين على مواجهة أعباء ومصاريف المدارس في ظل هروب الدولة والحكومة عن مسئوليتها في توفير المناخ الملائم للتعليم وعلى الأقل إعفاء الطلاب من الرسوم وتوزيع الكتاب المدرسي مجانا ومحاولة توفير ما امكن من مستلزمات الدراسة .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. الدولة والحكومة لا نراها إلا في الإعلام عبر تصريحات إعلامية كاذبة عن تشجيع التعليم ودعوة اولياء الامور للدفع بابنائهم للدراسة ولم يفكر اي مسئول كيف سيواجه اولياء الامور أعباء وتكاليف تعليم أبنائهم سواء في المدارس الحكومية التي لم يعد يثق في تعليمها أحد أو في المدارس الخاصة التي صار التعليم فيها باسعار سياحية وخيالية وخارج نطاق قدرة الناس على تحملها. 
قال الاصدقاء الاعزاء.. هل تشعر الدولة والحكومة بعذاب ومعاناة المواطن الذي يكاد يبيع نفسه لتوفير تعليم لأبنائه؟ وهل تعرف الدولة والحكومة أن عشرات الآلاف من الأطفال خارج منظومة التعليم بسبب عدم قدرة أسرهم على تحمل تكاليف دراستهم؟ وهل تعرف الدولة والحكومة أن المواطن لم تعد تنطلي عليه أكاذيب المسئولين ؟ وهل تعرف الدولة والحكومة أن تعليمنا سيء جدا جدا وان هناك تدمير ممنهج ومنظم له ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. للاسف  الدولة والحكومة في واد والمواطن في واد آخر  ولايهمها مايحدث وكل المسئولين يحظى ابناؤهم بتعليم مجاني وكل شيء متوفر لهم اما المواطن المسكين فليس لأبنائه حظ في التعليم ولا حتى في حياة كريمة.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. دائما نقول .. مسكين هو المواطن اليمني الذي يقاسي ويعاني كثيرا من عجز الدولة والحكومة وفشلها وغيابها بل وهروبها من مسئوليتها تجاهه وهذا الأمر يتجلى كثيرا في مجال التعليم الذي هو أساس رقي الأمم وتقدمها وتطورها لكنه  عند حكومتنا في ادنى سلم اهتماماتها واولوياتها أو أنه ليس موجودا في قاموسها لذا فإن المشهد التعليمي مهترئ إلى درجة غير معقولة ولأننا كذلك فإن مستقبل بلادنا مظلم ومجهول ومخرجات التعليم التي في الشوارع تشهد على ذلك بل وتؤكده.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلامكم صحيح لكنه مؤلم ويدمي القلب و رسالتنا من هنا إلى الدولة والحكومة اما ان تقوموا بواجبات مسئولياتكم أو فلتذهبوا غير مأسوف عليكم اما صديقتنا العزيزة الصغيرة فاطمة فإنني أقول لها .. ان دموعك انت وكل الطلاب الذين لم يتمكن اولياء أمورهم من توفير قيمة الكتب المدرسية والمستلزمات اغلى من كل المسئولين الذين اهتموا بأنفسهم وأبنائهم  واقول أيضا لكافة الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب عدم قدرة أسرهم على تحمل تكاليف دراستهم أو بسبب سوء التعليم أنكم امانة في أعناق كل المسئولين الذين تخلوا عنكم وتركوكم فريسة سهلة للشارع ودمروا التعليم .. واقول للاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة سأعمل كل جهدي من أجل توفير احتياجاتكم المدرسية لانكم مستقبل هذا الوطن .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. شكرا لك ياصديقنا الصحفي ونحن لن نتخلى عنك كما فعلت دولتنا وحكومتنا التي انهكت المواطن الذي مازال وسيظل يبحث عن وطنه المفقود والمنهوب والمسلوب .