ظواهر العجز الحكومي (4)

.. بلاطجة الشوارع والدولة لصوص ولصوص .. 
وصلت صديقتنا العصفورة إلى اجتماع فريق العمل وهي تضحك بشكل يدل على سخرية وعندما سألتها انا والاصدقاء الاعزاء عن سبب حالتها العجيبة ؟ قالت لنا.. شاهدت اليوم موقف بالقرب من مقر شرطة النجدة حيث قام أحد الأطقم التابعة النجدة بالقبض على أحد بلاطجة الشوارع فقلت في نفسي ان الدولة قررت إخلاء الشوارع منهم وبعد ساعة واحدة فقط عدت إلى نفس المكان وقمت بجولة في الأماكن القريبة منه في جولة الساعة وخلف وزارة الصناعة والتجارة وفي جولة الحباري حتى اتاكد من الموضوع لكن المفاجأة أنني وجدت البلطجي في نفس المكان وهو يقوم بجمع الاتاوات من أصحاب الباصات وكذلك في كل الأماكن فتاكدت بما لا يدع مجالا للشك ان في الأمر شيء خفي بين الأجهزة الأمنية وهؤلاء البلاطجة فكانت هذه الضحكة على نفسي حيث ظننت أن الدولة قررت تخليص الناس من هؤلاء البلاطجة ولكن خاب ظني .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. يحق لك ان تضحكي وتسخري من هذه الحكومة والدولة العاجزة .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كلامكم صحيح فحكومتنا للأسف ليست عاجزة فقط بل إنها متواطئة مع هؤلاء البلاطجة ومع غيرهم من اللصوص الذين ينتشرون في كل مكان .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هل يمكن أن يكون عدم منع هؤلاء البلاطجة دليل على  أن في الأمر شيء ؟ وهل فعلا هناك بيع وشراء من قبل المجالس المحلية بالمديريات لمتعهدين نافذين ينشرون  البلاطجة للجباية بهذه الطرق ؟ وهل عجزت الدولة والحكومة عن وضع آليات لتحصيل أي رسوم فلجأت إلى أسلوب التعهدات بكل مساوئه ابتداء من ضياع مليارات الريالات على الدولة مرورا بنشر بلاطجة في الشوارع يخيفون الناس ويقطعون الشوارع وصولا إلى ضياع هيبة الدولة والحكومة وكرامتها وكرامة المواطن الذي لم يعد يجدها من العدوان الخارجي ومن  بلاطجة الداخل ؟ وهل يمكن أن تكون الدولة بمفكريها ومسئوليها عجزت عن إيجاد طرق ووسائل بديلة للجباية والتحصيل وتركت الأمر لمجموعة بلاطجة ضاربين عرض الحائط بكرامة الإنسان ؟ وهل تغلب صميل البلاطجة على الدولة والحكومة؟ وهل فعلا ان اقسام الشرطة تفرج عنهم فور وصولهم إليها بحجج واهية؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. تساؤلاتكم في محلها فهؤلاء البلاطجة ينتشرون في شوارع امانة العاصمة ومختلف المحافظات  يقطعون الطريق على الناس ويجمعون الاتاوات من أصحاب الباصات بالقوة وعلى مرأى ومسمع من كافة أجهزة الدولة والحكومة بل ومساعدتهم وليس أمام المواطن المسكين سوى الرضوخ لهم خاصة في ظل غياب الدولة بكافة تفاصيلها.
قال الاصدقاء الاعزاء.. 
هل عجزت الدولة والحكومة في عصر التكنولوجيا عن إيجاد آلية لجباية الأموال سوى التعاقد مع هذه العصابات التي تنهي هيبة الدولة وتمرغها في التراب
فلجأت إلى أسلوب التعهدات بكل مساوئه ابتداء من ضياع مليارات الريالات على الدولة مرورا بنشر بلاطجة في الشوارع يخيفون الناس ويقطعون الشوارع ؟ ولاشك ان الكثير يهمس بأن انتشار هذه الظاهرة وصمت الأجهزة الحكومية عنها يخفي وراءه شيء أو اشياء وهذا الأمر نضعه أمام الجهات العليا لتجيب على تساؤلنا جميعا وتحدد لنا من هو المسئول عن القضاء على هذه الظاهرة المزعجة والمؤلمة التي تجعلنا نقول بأن هؤلاء اقوى من الدولة وان الصميل تغلب على كافة أجهزة الدولة والحكومة ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. انا في اعتقادي أن انتشار بلاطجة الشوارع ولصوص الطرقات أمر طبيعي فهؤلاء ليسوا وحدهم فقط فأينما توجهت تجد شرطي المرور وموظفي مختلف الأجهزة الحكومية وفي ايديهم سندات يدورون بها على المحلات والأسواق وفي الشوارع وهات ياجباية كل إلى أين تصل يده إلى درجة أن هذا الأمر صار عادة لكافة المؤسسات الحكومية بأن تنشر موظفيها بهذه السندات ومن يرفض يكون مصيره الحبس والاهانة .
قال الاصدقاء الاعزاء.. واين مسئولي الدولة والحكومة من كل مايحدث؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. الأمر لايعدو عن كونه توزيع ادوار فالمسئولين الكبار لديهم مصادر جبايات لهم ولذلك فإنهم يتركون كل واحد ليتحصل من مصادره واوعيته ووسائله للجباية وبحسب مكانته إلى أن تصل الى بلاطجة الشوارع ولصوص الطرقات الذين هم آخر حلقة في السلسلة.
قال الاصدقاء الاعزاء.. يعني كلهم على هذا المواطن المسكين ونحن كنا نتساءل عن سر بقاء هؤلاء البلاطجة في الشوارع دون حساب أو عقاب لكن الان عرفنا السبب وكما يقال " اذا عرف السبب بطل العجب ".. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. فعلا مسكين هو المواطن اليمني الذي يقاسي ويعاني من عجز الدولة والحكومة ومن اللصوص والبلاطجة فكل منهم يدافع عن الآخر أو بمعنى اصح وأدق كل واحد له ماتحت يده .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. نعتقد ان السكوت على هذه المناظر والتصرفات سيؤدي إلى انهيار منظومة الدولة والحكومة اذا لم يتم تدارك الأمر وبالتالي لابد من اعادة النظر في هذه القرارات العوجاء والهوجاء ودراسة الحلول والمعالجات السليمة والعملية التي تصون كرامة الإنسان والدولة بعيدا عن صميل  البلاطجة الذي يشوه صورة الدولة والحكومة ويجب على رئيس الحكومة تشكيل فريق عمل من الجهات المعنية في وزارات النقل والداخلية والإدارة المحلية والشئون القانونية والسلطات المحلية في امانة العاصمة والمحافظات لدراسة الأمر والخروج برؤية واضحة لإزالة البلاطجة من الشوارع والطرقات حتى لا نقول فعلا أن كلكم لصوص وكل لص يدافع عن الآخر ؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. كما يقال في المثل الشعبي " السرق اخوة " وكما قلنا من قبل ان هذا الامر مقصود لتشويه صورة الدولة ومؤسساتها واحداث شرخ بين الدولة والمواطن والكارثة أن يتحول المواطن إلى فريسة لكل أجهزة الدولة والحكومة لنهبه وتعذيبه ولم يعد يدري من اين يجدها لان كل واحد يحصل على نسبته من الغنيمة والمواطن لا يفكر فيه احد؟.
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هل سنجد اذانا صاغية من قبل السلطات العليا التي شغلتنا ليلا ونهارا بما تسميه الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية؟ أم ان كل ذلك كذب على الناس؟.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. يجب أن تعرف الدولة والحكومة أن انتشار هذه الظواهر واستمرارها  تمثل مسامير في نعشها بل ويسرع في انهيارها.. فهل ستعمل الدولة والحكومة على القضاء عليها قبل ان تتوسع وحينها سيكون من الصعب القيام بذلك لأنه سيكلف الجهد والوقت والمال والأرواح ام ان ماتوصلنا اليه هو الحقيقة بأن بلاطجة الشوارع والدولة لصوص ولصوص؟.