التحريض ضد الهاشميون!

من خلال متابعتي لوسائل التواصل الإجتماعي المختلفة لفت نظري في الفترة الأخيرة استخدام لغة السب والشتم من قبل مجموعة كبيرة من الناس، والهدف الأساسي منها هو الهجوم على أسر معينة، أو طائفة معينه من الناس، وبالذات من ينتمون الى الأسر الهاشمية، ويأتي هذا السب والشتم تحت مبرر أن الائمة الذين حكمو اليمن معظمهم من الهاشميين، وتحميلهم كل المشاكل التى حدثت في اليمن.

 والغريب في الأمر أن هذا الأمر أصبح عند بعض من فقدو مصالحهم وسيلة تستخدم لقهر الهاشميين وسبهم وشتمهم ، وشتم أجدادهم وأسرهم في جميع الوسائل الإعلامية وأدوات التواصل الإجتماعي، حتي أصبح النقد الموجه للصراع الدائر الأن بين أطراف الحكم لا يسلم منه الهاشميين بحكم انهم جميعاً متهمين بأنهم حوثيين.  

ان هذا القصور في الفهم والوعي ستكون له أثار سلبية على من يقومون بهذا العمل، والمستهدفين منه، وفي تقديري أن الأسباب السياسية هي  الأساس في كل مايطرح اليوم ضد الهاشميين، من كثير من الإعلاميين والحزبيين وبعض المتعصبين العنصريين لـأسباب مختلفة.

 ولكن هناك اليوم تيار متعصب بداء يأصل  لكراهية الهاشميين والحقد عليهم والنيل منهم، ووضع أسس نظرية جديدة قائمة على موروثات متخلفة، حررنا الأسلام منها جميعاً، وتصب معظم هذة الأطروحات من أجل  التحريض ضد الهاشميين وتصويرهم بإنهم يعتقدون بأحقيتهم الدينية في الوصول إلى السلطة بسبب نسبهم. 

 إن المحاولات المستميتة لحصرهم وتعريفهم أنهم كيان وأحد موحدـ يرتد على أصحاب هذه المحاولات الذين يكرسون مسألة تفتيت المجتمع اليمني، ولا ينظرون نظرة واقعية لطبيعة الصراع الموجود في اليمن، والأطراف التي تخطط للمزيد من أستمرار الحروب الداخلية، التي تساهم في تفتيت المجتمع اليمني، وإضعافه بشكل أكبر،  لإستمرار اليمن واليمنيين في حالة صراع دائم، وأستمرار القتال بينهم، حتى يسهل إخضاعهم وتمزيق بلدهم.

 ولكي يضل المواطن اليمني يحلم فقط بالأمن والسلام ولقمة العيش، وينسى ما يحاك من مؤامرات ضد وطنه، ويعيش مع اليأس والحزن والخوف والجوع حتى يبعث الله من ينقذ اليمن من هذا الضياع والانحطاط.

لقد ورث الشعب اليمني تقاليد وعادات إجتماعية قديمة للغاية، تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، ولابد أن الجميع لم يعد ينسجم معها، فبدلاً من أن يساهم الجميع في بث خطاب تأسيس الدوله، والإجماع حولها وتطبيق القانون على  جميع اليمنيين، وفقاً للقانون ودون الاعتماد على أي مسميات أخري، يصر هؤلاء علي أقحام الخطاب الطائفي والعنصري، في كل صغيره وكبيرة ضد الهاشميون من أجل السلطه، وعليهم أن يفهمو أن صراعهم مع من في السلطه وليس مع الهاشميون، حتي أصبح كل مايطرحونه بضاعة بائرة لا تقدم أي مساهمه موضوعيه في تقارب اليمنيين وبناء دولتهم. 

إن هذه الثقافه الجديدة القائمة علي العصبوية في اليمن ستعمل علي إعادة إنتاج هذه القوة على حساب الموطنين الذين يملكون الطموح والكفاءة ولا يملكون العصبيه.

لكن العصبيه تبقي غيرمؤثرة في مؤسسات الدولة الحديثة، تأثيراً ملحوظاً طالما النظام البيروقراطي قوي، ويحقق أهدافه العامة، ويحقق مصلحة جميع المواطنيين، لكن عندما يختل النظام البيروقراطي، وتغيب الدولة، وتعجز عن تحقيق الأهداف العامة، تنخر العصبية كالسوس في عظم الدولة. 

ويتولد عن هذا الوضع المتخلف ظهور عصبيات جديدة لجماعات متحالفة، داخل كل مؤسسه من مؤسسات الدولة مهمتها الأساسية تحقيق مصلحة الجماعة، التي تنتمي إليها بطريق مشروع أو غير مشروع، وتعمل علي الاستفادة القصوي من كل شئ.

العالم يشكو  اليوم من التمييز والعنصرية، والحوارات التى لدينا تعمق من الاختلافات والصراعات الداخلية، ويتناسي الناس أهمية أن يتحدو في مواجهة الظلم، وأكل حقوق الناس، وبناء الدوله، التي تحقق العدالة للجميع.

 واليمنيين اليوم بحاجة إلي العمل الجماعي المشترك، في محاربة كل اشكال التمييز والمحسوبية والعصبية، وفي بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون، التي تحقق العدالة والأمن والاستقرار للجميع، وهذا هو المطلب الذي يشترك فيه كل اليمنيين.

*سفير بوزارة الخارجية