ظواهر العجز الحكومي (9)

.. حكومة المقربعين..
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. انتشرت ظاهرة مزعجة في شوارع بلادنا اليمن لانجدها في اي بلد في العالم وخاصة الان في عصر التكنولوجيا والتقنية وتتمثل هذه الظاهرة في آلاف الأشخاص يدورون في الشوارع وفي المحلات والأسواق والارصفة وفي ايديهم سندات حكومية لجباية الأموال .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء .. لقد صار الأمر مثار للسخرية والتندر من الجميع .. 
قال الاصدقاء الاعزاء..
 اصحاب السندات الذين ينتشرون في كل مكان يمثلون جهات الدولة والحكومة من الجمارك إلى الضرائب إلى الزكاة والأوقاف إلى النظافة والتحسين والنقل والمرور  والمجالس المحلية وحتى ثمن شغل الأرصفة ومقابل رسوم التعليم والصحة والزراعة والاعلام والتجارة واينما ذهبت وكل شيء في هذا الوطن صارت الجباية  فيه ركنا اساسيا من أركانه وكل هؤلاء الذين يجبون الأموال ياتون بذلك الصميل الأصفر أو طقومات الشرطة لتهديد الناس بالدفع ماذا وإلا والباقي تعرفونه وليس امامنا الا الاستجابة تحت تهديد الصميل وغالبا ماتذهب اما إلى جيوب المتعهدين أو المتنفذين أو الجباة وحزينة الدولة لا تتلقى الا القليل بسبب آليات عقيمة وقوانين عمياء ولوائح عرجاء وقرارات هوجاء تتسبب في ضياع وإهدار أموال الدولة وزيادة حنق المواطن عليها لأنها أثقلت كاهله ولم تحقق مبتغاها أو تصل إلى موقعها الصحيح... قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. في كثير من جولاتنا اليومية مع الاصدقاء والزملاء ونحن نشاهد شرطي المرور وهو يدور بسندات ماتسمى المخالفات المرورية والهدف ليس ضبط الحركة المرورية والمخالفات ولكن ما يتم تحصيله اما عبر السندات أو بدونها ومانشاهده أيضا من مناظر مؤلمة ومزعجة من عمليات جباية رسوم شغل الأرصفة أو رسوم صحة البيئة أو الزكاة أو الضرائب أو غيرها تمثل عجزا وفشلا حكوميا وفسادا منقطع النظير إلى درجة أن أحد الزملاء الاعزاء أطلق على أصحاب السندات لقب " المقربعين " نسبة إلى أولئك الأشخاص الذين يدورون في الشوارع لجمع القوارير البلاستيكية والقمامات من براميل القمامة .
قال الاصدقاء الاعزاء.. لقد احسن زميلك وصف هؤلاء الأشخاص أصحاب السندات فهم فعلا مقربعين واذا كانوا يمثلون الحكومة فنحن نقترح عليك يا صديقنا الصحفي أن نطلق على حكومتنا لقب " حكومة المقربعين " لأنها تستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. لقد احسنتم التوصيف فنحن فعلا امام حكومة مقربعين .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هل يمكن ان يكون هناك رؤية جديدة لعمليات الجباية والتحصيل لايردات وموارد الدولة وبشكل حضاري راقي يجعل الأموال تصب في مكانها الصحيح دون هذا العناء وهذه الوسائل العقيمة التي تسيء للحكومة والدولة والنظام بشكل عام ولا تحقق مبتغاها واهدافها؟ وهل يمكن ان يغيب ذلك الصميل الذي غيب الدولة وتحل بدلا منه وسيلة جديدة تبتعد عن الهمجية والعنجهية والقربعة وتعتمد على ما وصل إليه العالم من وسائل التحصيل في القرن الحادي والعشرين التي تنتهجها الدول المتقدمة خاصة وأننا كما نقول لدينا رؤية وطنية حديثة لبناء الدولة اليمنية ام ان كل ذلك مجرد كلام وأوهام وسنظل تحت صميل الجباية ووهم الدولة ؟.. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو وتبقى في ظل حكومة القربعة والمقربعين وليس دولة النظام والقانون ؟.