فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى

لكثرت المزايدين بالقضية الفلسطينية أشعر بالحرج، وأنا أكتب هذه العبارات، إلا أن ضميري أبى إلا أن أعبر عن مدى الوجع الذي نشعر به لما يحدث لإخواننا في فلسطين الصمود والانتصار..

فبعد أن ذهبت بنا الأحداث وأطماع السلطة والصراعات المذهبية مذاهب شتى، وانعكست ريحها الصرصر العاتية على وحدتنا وتماسكنا داخلياً؛ ها هي قضيتنا الكبرى فلسطين تجمعنا من جديد.

وتقول لكل من يراهن على تفرقنا: رهانكم خاسر، نحن نختلف حول الخصوصيات  لكنه لا ينعكس  على مواقفنا تجاه قضايانا الكبرى؛ لأنها تمثل عزتنا وكرامتنا لا يمكن أن نفرط فيها تحت أي ظرف كان.

نعرف أن العدو راهنَ على خلافاتنا، وغفل عما كان يجب عليه أن يفهمه مما هو كامنٌ في دمائنا، لكن عملية "طوفان الأقصى" والتفاف الشعوب العربية والإسلامية حول قضيتهم وإخوانهمً في غزة، كشفت للعدو أن رهاناته كانت خاسرة، وأنه كان يعيش في أوهامه.

إن عملية "طوفان الأقصى" بقدر ما أدخلت البهجة على قلب كل مسلم غيور، فإنها بعثت روح الأخوة والتضحية من جديد، وأعادت الأمل واللحمة في نفوس المسلمين أكثر، وأثبتت للعالم بأن قضية فلسطين لاتزال حاضرة في قلوبهم وفي وجدانهم، وأنه كلما ازداد صلف العدو الغاصب وجرائمه، كلما وحد المسلمين.أكثر وأكثر حول قضيتهم، عاقدين العزم أن الكيان الغاصب لا بد أن يرحل من أرضهم مهما طال الزمن ومهما أوغل في الإجرام، وأن فلسطين لابد أن تتحرر.
 
ومؤكدين للعالم وللكيان الغاصب ومن يقف خلفه أن قضية فلسطين هي جوهر قضيتهمً  ورمز كرامتهم، وأنها تمثل البوصلة التي يتجهون إليها عندما تتفرق بهم السبل وليس غيرها، وهي البوتقة التي تذوب فيها كل الفوارق الحزبية والعرقية والمذهبية وحتى الدينية.

وهذا يحتم على الشعوب أن تنبذ خلافاتها الداخلية أكثر وتوحد صفوفها، ونحن في اليمن معنيون بالدرجة الأولى بحل مشاكلنا بتوحيد صفوفنا، والبحث عما يجمع وما يلتقي عليه أبناء الشعب لا ما يفرق ونتجاوز الخلافات، ونترك توزيع التهم على بعضنا البعض جانباً، فالكل أبنا بلد وشعب وأحد ولا يمكن أن يتفرد فصيل أو حزب بحكم اليمن دون بقية أبناء الشعب.

كلنا فلسطين ..   الصمود والنصر لإخواننا في غزة، والرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والخزي والعار للكيان الغاصب.