أمّتنا بين عدوان وعدوان


في مثل هذا اليوم 29 أكتوبر/تشرين أول عام 1956، شنّ الثلاثي (البريطاني – الفرنسي – الصهيوني) عدواناً كبيراً على مصر بقيادة الرئيس الخالد الذكر جمال عبد الناصر، فيما توحّدت الأمّة كلها مع مصر، لاسيّما في سورية حيث جرى نسف انابيب النفط التي تمر فيها، فيما نفّذ البطل جول جمال واحدة من أول العمليات الاستشهادية ضد البارجة الفرنسية "جان بارت"، وتحرك العالم كله لوقف العدوان، فيما أخذت الأمم المتحدة قراراً ملزماً تحت البند "متحدون من أجل السلام" لوقف إطلاق النار بسبب تعذّر صدور هذا القرار عن مجلس الأمن لأن بريطانيا وفرنسا عضوان دائما العضوية ولهما حق الفيتو.

كان فشل العدوان الثلاثي على مصر إعلاناً لأمرين معاً، أولهما صعود الحركة القومية العربية في مشرق الوطن الكبير ومغربه وتحقيقها انتصارات باهرة أبرزها الوحدة المصرية – السورية وثورة الجزائر ونهوض العديد من حركات التحرر في الوطن العربي والعالم.

أما الأمر الثاني فكان سقوط الإمبراطوريتين الاستعماريتين القديمتين البريطانية والفرنسية وتشكّل نظام عالمي جديد القطبين فيه هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، وهو نظام عاد وتراجع أمام نظام القطبية الواحدة مع بداية التسعينات من القرن الماضي.

واليوم ومع دخول العدوان "الخماسي" على غزّة وعموم فلسطين، وهو عدوان إسرائيلي – أمريكي – بريطاني – فرنسي – ألماني، ومع البطولات الاستثنائية التي يبديها رجال المقاومة في فلسطين ولبنان، ومع الطوفان البشري الهائل الذي شهده العالم دعماً لفلسطين وتنديداً بمجازر العدو، نستطيع أن نقول أن أمّتنا ومعها الإقليم والعالم يدخلون مرحلة جديدة عنوانها تنامي حركة المقاومة العربية والإسلاميةوالاممية  ضد قوى الشر والعدوان الاستعمارية والصهيونية، وهي مرحلة سيكون لها إنجازاتها في فلسطين وأكناف فلسطين وعلى المستوى الإقليمي والدولي.

قديماً قيل: "الضربة التي لا تميتني تزيدني قوة"، واليوم نقول "العدوان الذي لا يحقق أهدافه يزيد من قوة أمّتنا ومقاومتهافي وجه كل التحديات".