فتح قناة بن غوريون وحرب الإبادة في غزة

الجرائم التي أرتكبتها أمريكا خلال تفردها القطبي، وهيمنتها على العالم منذ أكثر من أربعة عقود كافية لتشويهها، وإحراق وجهها لدي شعوب العالم الحر، بل أن تلك الجرائم كفيلة لإنتاج الكراهية الدائمة لأمريكا، وتأريخها الأسود لقرون قادمة، بفضل تطور وسائل التصوير وتسجيل الوقائع.

أمريكا لآ تحتاج اليوم لصناعة المزيد من الكراهية لنفسها، بوقوفها خلف الجرائم والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل اليوم في فلسطين (غزة) ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال.

أمريكا اليوم في أمس الحاجة إلى تلميع وجهها المحروق، وتحسين صورتها أمام العالم في ضل عودة تعدد القطبية العالمية للواجهة من جديد.

إلا أننا نلاحظ أن أمريكا برغم حاجتها الماسة للمكياج، اليوم منغمسة إلى الرقبة في أحداث فلسطين، إلى جانب إسرائيل ،إلى حد الشراكة في الحرب والإبادة الجماعية في غزة، غير أبهه بمشاركتها العلنية في جرائم ما يحدث في غزة، وغير مهتمة بشكلها على غير العادة.

هذا الإصرار الأمريكي على مشاركة وتشجيع إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية في غزة،  وإرتكاب المزيد، والمزيد من الجرائم ، جعلنا نتسائل عن السر الكبير الذي يكمن خلف هذا الأمر!

لأن هذا العمل الإجرامي والإصرار على الأستمرار فيه رغم الاحتجاج العالمي، الذي خرج في مظاهرات جابت شوارع أغلب دول العالم ، جعل كل مفكر يعتبر أن وراء الأكمه ما ورائها،  وان سبب كبير يكمن خلف ذلك الدعم والتشجيع الأمريكي، الذي وصل إلى حد المشاركة في حرب إبادة الفلسطينيين والأشراف عليها.

وهنا أتت نتيجة الاستنتاج وأضحة وضوح الشمس، أن أمريكا وإسرائيل يريدون إعادة احتلال غزة، بهدف فتح قناة بن غوريون البحرية عبرها، ليتم بذلك الغاء قناة السويس المصرية، وتحويل دخلها المالي لإسرائيل، عوضآ لها عن بعض الدعم الأمريكي، الذي لأ تستطيع أمريكا الوفاء به في المستقبل القريب.

حيث أن أمريكا تري نفسها في اللحظة الأخيرة على توديع هيمنتها العالمية، وإنتهاء تفردها القطبي الذي أستمر لأكثر من أربعة عقود...  لقد داهمها التغير العالمي الجديد، الذي أعاد التعدد القطبي إلى وأجهة الأحداث العالمية، وجعل الأقطاب الجديدة تعتبر أن مرجعية الدولار الأمريكي هو سبب استمرار الهيمنة الأمريكية على العالم، لأن أمريكا تقوم بطبع عملتها من الدولار ثلاث مرات في العام الواحد، تحت غطاء إنتاج البترول وعرق المنتجين والصناعيين في كل دول العالم الذي يباع بعملات الدولار.

وبذلك تمول أمريكا حروبها وغزوها لبعض دول العالم، وقتل شعوبهم ونهب ثرواتهم، وتمويل إسرائيل، ولهذا السبب أغلب دول العالم تتجة للانظمام لمجموعة البركس، بقيادة روسيا والصين، وإلغاء مرجعية الدولار من كونه المقياس للأسعار العالمية، وضمانة لكل عملات دول العالم، واعتماد معدن الذهب مرجعية بديلاً للدولار، وبذلك سيفقد الدولار قيمتة.

 ولن تستطيع أمريكا بعد هذا طباعة عملتها  ثلاث مرات في السنة، ولا تستطيع دعم إسرائيل دعم كلي، ولا تستطيع الاحتفاظ بهيمنتها على العالم، ودعم حروبها، وغزوها للبلدان الثرية لتنهب ثروتها وتقتل شعوبهم.

 لأن أمريكا بعد إلغاء مرجعية الدولار تكون فقدت الغطاء الذي كانت تعتمد عليه في تكرار طباعة عملتها... لأن الدولار لم يعد مقياس سعري للبيع وشراء للمنتوجات والمصنوعات العالمية، وكل دولة ستبيع منتوجاتها وصناعاتها وانتاجها النفطي بعملات بلادها ليساهم في رفع ثمن عملتها... بعد اعتماد دول العالم البركس مراجعية معدن الذهب بدلآ عنه..

أمريكا فرضت على العالم في وقت سابق مرجعية الدولار، كمقياس وضمانة لقيمة عملات دول العالم، ومقياس لأسعار المنتوجات والمصنوعات العالمية، بما في ذلك أسعار النفط والغاز ، وتحت هذا الغطاء تطبع أمريكا لنفسها الدولار مرتين وثلاث في العام الواحد، على ضمانة وحساب عرق الصناعيين والمنتجين في كل دول العالم..

وتقوم أمريكا من خلال هذا بتمويل حملاتها العسكرية في غزو دول العالم ، ونهب ثرواتها تحت مسمي أكذوبة حقوق الإنسان... حيث أن مرجعية الدولار السبب الرئيسي الذي مد في عمر الهيمنة الأمريكيه الظالمة على العالم 40 عام..

دول العالم اليوم تتجة نحو القضاء على الهيمنة الأمريكية، من خلال الإنضمام لدول البركس التي وضعت معدن الذهب بدلاً لمرجعية الدولار، وهذا الذي جعل أمريكا تغامر بمكانتها المتأرجحة أصلاً في العالم، الى المشاركة في حرب الإبادة والتهجير في غزة، ليكون بعدها فتح  قناة بن غوريون، القناة البديلة لقناة السويس، ويكون دخلها المادي عامل مساعد في دعم إسرائيل ومخفف لبعض العبء على أمريكا التي تقدم لإسرائيل 80% من حاجتها المالية والعسكرية كل عام.

**اللواء الشيخ مجاهد حيدر

نقلاً عن صفحته في الفيس:

https://www.facebook.com/profile.php?id=61551948487542