رسالة إلى الوالي..!

.. التعليم وزارة كذابة وأجيال في مهب الريح ..
قبل أيام ظهر وزير التربية والتعليم يؤكد حرص وزارته وسعيها الحثيث لإنجاح الفصل الدراسي الثاني وقبلها وفي نفس اليوم كان رئيس حكومة تصريف الأعمال وكعادته أو بناء على الدور المرسوم له في توزيع الشهادات والاشادات على وزراء حكومته يشيد ببرامج التطوير والتحديث التي تشهدها الوزارة في الجوانب الفنية والتنظيمية وجهدها المبذول في العملية التعليمية وكلاهما اي رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم بعيدان كل البعد عن كل ما يجري في الواقع لان الوضع التعليمي في البلد في أسوأ الأحوال ولاندري هل يعلمان ذلك ام أن المطلوب هو خداع الشعب أو تبرير فشل هذه الحكومة في إدارة العملية التعليمية؟ .

سيدي الوالي.. 

 هل يعلم رئيس الحكومة ووزيره غير الهمام أن المدارس الحكومية تلزم الطلاب بشراء المناهج من السوق السوداء وبمبالغ باهضة؟ 

وهل يعلمون ان مطابع الكتاب المدرسي تحولت إلى قطاع خاص حيث تقوم ببيع المناهج الدراسية لتجار السوق السوداء الذين ينتشرون في الشوارع يبيعون الكتب على الارصفة جهاراً نهاراً وبتصريح من وزارة التربية والتعليم؟

وهل يعلمون كيف يعاني الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم من عبث المدارس الحكومية والخاصة التي تحولت إلى مدارس للجبايات فقط وتفرض رسوم سياحية يعجز الكثير عن توفيرها وان المدارس الخاصة عبارة عن دكاكين لا تتوفر فيها أبسط المعايير وانها تذبح المواطن من الوريد إلى الوريد بحجة أنها تدفع نصف هذه المبالغ للدولة ضرائب ورسوم لوزارة التربية وهيئة الزكاة والمجالس المحلية وصناديق أخرى بعضها ظاهر والبعض الآخر خفي وأن هذه المدارس خارج نطاق سيطرة الوزارة ؟ 

وهل يعلم رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم أن الشوارع تمتلئ بعشرات الآلاف من المتسربين من التعليم وان تعليمهم الرديء والسيء أنتج أجيال شوارع وبلاطجة وانهيار أخلاقي وقيمي غير مسبوق وأجيال الشيشة وأجيال الدراجات النارية وباختصار جيل ضائع ومستقبل مجهول؟ 

وهل يعلمون ان المعلم الذي يتشدقون به لا يمتلك حتى بدل مواصلات للحضور إلى المدرسة ولايمتلك قوت يومه ولا ايجار المنزل ولا مرتب يصرف على نفسه وأسرته وانه أيضا لم يعد يخضع لأي عملية تدريبية وتاهيلية لمواكبة التطورات في مجال التعليم ؟ 

وهل يعلم رئيس الحكومة ووزيره العبقري أن التربية والتعليم في بلادنا تحتاج إلى معالجة شاملة لمنظومة التعليم ابتداء من المنهج المدرسي إلى المعلم إلى الإدارة المدرسية إلى المبنى المدرسي وايضا دور المجتمع المحلي في العملية التعليمية والتربوية ام ان التعليم سيبقى  .. معلم منسي .. وسوق سوداء .. ورسوم سياحية ومطابع خاصة وطالب محروم مصيره إلى الشارع ومسئولين يكذبون على الناس؟.

سيدي الوالي  .. 

التعليم يعاني أشد المعاناة وللأسف فإن الكل يصم أذنيه ويغلق عينيه عما يجري فهل الأمر مقصود لاستمرار مسلسل التدمير أم أن الوضع التعليمي خارج نطاق السيطرة وفي ايدي لوبيات فساد تعبث به كيفما تشاء؟ 

وهل يمكن إعادة النظر أولا في آلية طباعة الكتاب المدرسي وإعطاء الأولوية للمدارس الحكومية والطالب المسكين لان طلاب المدارس الخاصة لديهم القدرة على شراء الكتاب من السوق السوداء اما غالبية الشعب اليمني فلايمكنهم ذلك وثانيا في الأسعار السياحية للمدارس الأهلية وضبطها والإشراف عليها لانها لا تخضع للوزارة وثالثا وهو الأهم بإعطاء المعلم الاهتمام الكافي وصرف مرتباته وإعادة تأهيله  ليستطيع القيام بدوره في تنشئة الأجيال ورابعا المباني المدرسية التي تحولت إلى كتل صماء وتم افراغها من تلك المعامل والمكتبات والملاعب والمرافق التي تمثل ركنا أساسيا من العملية التعليمية؟ وهل يمكن سيدي الوالي أن نرى في الأيام القليلة القادمة علاج حقيقي بعيدا عن مزايدات  المخادعين أصحاب النظارات السوداء؟ وهل سينعم ابناؤنا بتعليم جيد ويحصلون على حقوقهم من الكتب وغيرها دون اي عناء وتعب ومشقة ومعاناة ؟ 

وهل تعلمون ان التعليم يمر بمراحل من التدمير والتخريب الممنهج والمنظم للوصول إلى مانحن فيه من ضياع للأجيال ومن يلقي نظرة على مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا سيتأكد من هذا الكلام؟ 

هل يعقل أن تدار التربية والتعليم بهذا الشكل السيء وهي مستقبل البلاد والأجيال؟.

سيدي الوالي.. 

هل يمكن ان يكون هناك إرادة لتغيير واقع التعليم وتطويره إلى الأفضل.

وثانياً في تعيين كادر كفوء لادارة وزارة التربية والتعليم بعيدا عن المجاملات والوساطات ومنطق القرابة والولاء.

 وثالثاُ .. اختيار  لجنة من ذوي الكفاءة والاختصاص والخبرة من الاكاديميين  لعمل تقييم شامل ودقيق ينطلق من منظور علمي ومهني لوضع منظومة التعليم بكافة مستوياته ومراحله ووضع الحلول الحقيقية للارتقاء بالتعليم في بلادنا.

 رابعاً وهو الأهم.. ترك الحلول الترفيعية سواء في المناهج أو نظام الاختبارات أو غيرها لان نتيجتها ستكون مثل نتائج ترقيع الشوارع الذي تقوم به الحكومة والتي تنتهي سريعا وتعود الشوارع والطرقات إلى الخراب أسوأ مما كانت عليه وعلينا جميعا العنل على إنقاذ مستقبل بلدنا الذي يبدأ من إصلاح منظومة التعليم لان التعليم الجيد اساس رقي الشعوب وتقدمها على عكس التعليم الرديء كما هو عندنا فهو طريق الانهيار وضياع الأجيال .. 

فهل وصلت الرسالة سيدي الوالي ام أن الأمر سيبقى كما هو تعليم سيء ووزارة كذابة وأجيال ضائعة إلى الشوارع وفي مهب الريح ؟

 وهل سيكون أول قرارات التغيير الجذري هو تغيير منظومة التعليم بمسئوليها وهياكلها ام أن التعليم يمتلك حصانة خاصة من حصانة الوزير ؟.. 

موضوعنا القادم سيكون بعنوان.. الموت بين السبعين والستين ومابينهما..