رسالة إلى الوالي

.. جيب المواطن وجيب الدولة .. اعتذارات نهاية العام.. 

كان المواطن بيعيش من جيب الدولة والآن الدلة بتعيش من جيب المواطن .. خطرت في بالي هذه العبارة حين كنت اتحدث مع ابني وصديقي الصغير عبد الله عن تهديد إدارة المدرسة له بحرمانه من الدراسة حتى يتم تسديد القسط الشهري في مخالفة وتحد سافر لوزارة التربية والتعليم وقراراتها بعدم حرمان أي طالب من الدراسة بسبب تاخر تسديد الرسوم.

وفي هذه الأثناء وصلت رسالة من المدرسة تطلب سرعة تسديد بقية الاقساط مالم فانه سيتم حرمان الطالب من دخول الامتحان وفد جاءت هذه الرسالة لتؤكد أن المدارس الخاصة لاتخشى وزارة التربية وأنها بموجب ماتدفعه للوزارة ومسئوليها من اتاوات فإنها تدوس على الجميع.

سيدي الوالي.. 

كنت قررت التوقف عن الكتابة نهائيا بسبب الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها والتي وصلت من البعض إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة والطابور الخامس والبعض الآخر  هددني بالقتل والتصفية والبعض هددني بلقمة العيش والمضايقات في العمل وقد تحملت كل ذلك لكنها وصلت أخيراً إلى أخي العزيز الذي تم إصدار توجيهات إلى جهة عمله بتوقيفه عن العمل وهذا الأمر جعلني أتراجع عن القرار الذي اتخذته بالتوقف والعودة لكتابة هذا الموضوع الذي ساتقدم من خلاله باعتذارات نهاية العام .

سيدي الوالي.. 

الاعتذار الأول سيكون لاولادي الذين عجزت عن توفير أقساط الدراسة لهم، ما سيؤدي إلى حرمانهم من مواصلة تعليمهم..

 بينما سيكون الاعتذار الثاني لاخي العزيز الذي تسبب في إيقافه عن العمل بتوجيهات عليا كما تم إبلاغنا.

اما الاعتذار الثالث فسيكون لأسرتي الغالية التي عجزت عن توفير أبسط أساسيات العيش الكريم..

 وسيكون الاعتذار الرابع فهو للمؤجر الذي لم أتمكن من تسديد الإيجارات المتراكمة..

 الاعتذار الخامس سيكون للشخص العزيز الذي وعدته بالتوقف عن الكتابة لكني لم استطع..

 فيما سيكون الاعتذار السادس لهذا الوطن العزيز المنهك الجريح الذي تكالب عليه الجميع ولم أتمكن من القيام بواجبي تجاهه وتركناه فريسة للمفسدين والفاشلين والعاجزين وكذابين الزفة ليتحكموا في مصيره .

سيدي الوالي..

هل يمكن ان يحلم المواطن بدولة تحقق له الأمن والأمان والعدالة ام أنه سيظل معذبا تائها في وطنه المفقود والمسلوب؟

وهل كل مانسمعه من كلام عن بناء الدولة اليمنية الحديثة مجرد استهلاك اعلامي وتخدير للناس وفنكوش وان الواقع غير ذلك ؟

وهل سيظل الوضع معكوسا تعيش فيه الدولة من جيب المواطن؟

وهل نفقد الأمل في بناء دولة حقيقية ؟

وهل نبحث لنا عن وطن بديل ونترك هذا الوطن للفاشلين العاجزين والفاسدين وكذابين الزفة يتحكموا فيه ؟

في نهاية عام مضى وبداية عام جديد اجدد اعتذاراتي لكل من تضرروا بسبب كتاباتي ولكل أفراد اسرتي الكريمة واولادي لانني لم استطع الوفاء بالتزاماتي تجاههم كما أنها لهذا الوطن المكلوم ..

فهل وصلت الرسالة سيدي الوالي ام أن الأمر سيبقى كما هو؟.