التعايش بسلام هو الحل ولكل شخص معتقده

الإنسان على هذا الكوكب له ارتباطات روحية، ومنذ أن وجد على الأرض وهو يبحث عن سر الوجود وعن من يسير هذا الكون، لذا انقسم الناس حول المعتقد، فبعض الناس يؤمن بإله واحد، والبعض الآخر يؤمن بتعدد الآلهة والبعض ملحد آمن بنظرية داروين والبعض الآخر  لا غنوصي  أو ((لا أدري)).
ولكن  الجميع ملزمون بالتعايش معاً، ويتعين على هذه الحياة المشتركة ضمان حرية المعتقد لكل فرد، فلا إكراه في الدين.
المشكلة التي تحيرني لدى من يؤمنوا بإله واحد هي أنهم لم يتقبلوا بعض؟ ولم يؤمنوا بالتنوع بينهم؟ وأيضاً بين الآخرين؟ الأشد من ذلك أن البعض لديهم نبي واحد وكتاب واحد، وغالباً وطن واحد ومع ذلك منقسمون وغير قابلين حتى بالتنوع الطائفي والمذهبي بينهم ومتناحرون وكل مذهب أو طائفة يكفر الآخر؟ ومن تسلط منهم ظلم الآخر ومارس أبشع أنواع الدكتاتورية والإقصاء والتهميش والتنمر والفساد وتحت مظلة الحق الإلهي وتطبيق شرع الله.

لذلك؛ من الصائب جداً وحتى يتم التعايش بسلام لتنهض تلك الشعوب وتواكب العالم، أن تكون السلطة العامة مدنية ((لا دينية)) تهتم بالإنسان وحياته المعيشية، وتطور التعليم، والممارسة المستقلة للمحاكمة العقلية، وتعليم الناس أن يعيشوا قناعاتهم بتسامح ودون تعصب.
وبهكذا سلوك تتحقق الحياة العامة العادلة التي ينشدها الجميع، والتي تحد من تقلبات المشهد الديني وعلاقات القوة والجذب التي تحكمه.

* يبلوماسي وسياسي يمني