حالة الخطر الذي يمثله الهاشميين في اليمن

يصور التزييف الإعلامي في اليمن، والممول من بعض الأطراف السياسية المدعومة اقليمياً، حالة الخطر الذي يمثله الهاشميين في اليمن، والأداة الرئيسية لتنفيذ هذا التكتيك، هو التضليل الإعلامى، الذى هو عملية مزج بين الحقائق والأكاذيب وبثها، لتوجيه اهتمامات الناس باتجاه معين، للتأثير في خياراتهم وقراراتهم ورسم صورة مغايرة للواقع لخدمة أهداف غير معلنة.

 ويعمد التضليل الإعلامى لاستخدام المبالغات وتضخيم الأحداث، والتعميم الذى تضيع فيه الحقيقة، ويستخدم الخطاب الإعلامى المضلل ألفاظا عامة تثير الكراهية والاستبعاد...

وفي حقيقة الأمر أن من يلجاء إلى هذا  الأسلوب، أي ابتداع عدو أو خطر ضخم، قد يكون وهميا في الغالب، وذلك لتتمكن هذه الأطراف من إيجاد الغطاء السياسى والمبرر الأخلاقى، لتبرير سياستها وخطابها العدواني ضد فئة أو جماعة بعينها، ويؤكد أن هذه  الأطراف في حاجة للتعبئة، والحشد الجماهيرى في اتجاه معين لصرف الأنظار عما تعانيه من المشكلات السياسية والاقتصادية والعرقية والدينية وغيرها، والتي قد تهدد تماسكها والسلم الاجتماعىى داخلها، بل ووجودها على المستوي الداخلي، وفي اطار منظومة الحكم في الدولة بشكل عام.. 

ان مسألة العدو المصطنع عادة مايستخدمها السياسيون، أو الأطراف المؤدلجة، عندما يعجزون عن كشف الحقيقة ومعالجة السبب الأصلى للمشكلة، وتلجأ العديد من الأطراف العاجزة عن اتخاذ سياسات حقيقية وواقعية في إدارة أوضاعها الداخلية إلى اختراع هذا العدو، وذلك ليسهل عليها تمرير أهدافها السياسية والاقتصادية والعرقية وغيرها، من الأهداف التي تدعم توجهاتها الإيديولوجية واستمرارها في السلطة، بحجة مواجهة هذا العدو الذى يسعى لتدمير الدولة والاستيلاء على السلطة أو الانفصال عنه..

لفت نظري في الفترة الاخيرة، من خلال مايتم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي كتابات او مساحات صوتية، استخدام لغة السب والشتم من قبل مجموعة كبيرة من الناس، وبعض الإعلاميين المحسوبين على بعض الأطراف السياسية، والهدف الأساسي منها هو الهجوم على أسر معينة أو طائفة معينه من الناس، وبالذات من ينتمون الى الأسر الهاشمية.

ويأتي هذا السب والشتم تحت مبرر أن الائمة الذين حكمو اليمن، معظمهم من الهاشميين، وتحميلهم كل المشاكل التى حدثت في اليمن، والغريب في الأمر، ان هذا الأمر أصبح عند بعض من فقدو مصالحهم وسيلة تستخدم  للنيل من الهاشميين وإرهابهم ...

لا أعتقد أن هناك اليوم من الهاشميون، من يعتبر أن له حقوق أكثر من غيره، ويختلف عن غيره، بينما نجد ذلك في عقول من يحاول بث خطاب الكراهية والاستبعاد ضد كل ماهو هاشمي بهدف حمايه الإقطاع والإقطاعيين وأصحاب المصالح التي تشكلت في اليمن، ونهبت ثروات اليمن المختلفة ولازالت تعتاش وتعيش على دماء اليمنيين جميعاً، وتريد أن تستمر بالضحك على عامة الناس بمثل هذه الادعاءات والأكاذيب، حتي تستمر في نفس الوضع والمزايا والمصالح، وتستكثر علي الشعب بكل مكوناته العدالة والمساواة ودولة تحكم الجميع وفقاً للقانون والدستور..

اليمن كدولة ونظام سياسي، تعد من الدول الهشة التي تعج بالاختلافات العرقية والدينية، التي فشل النظام السياسي في معالجتها والتعامل معها، إلا عن طريق الحروب واستخدام العنف كما حدث في حروب الشطرين، والحرب مع الجبهة في المناطق الوسطي، وحرب 94 بعد الوحدة، وحروب صعدة وغيرها، من النزاعات الداخلية التى راكمت مأسيّ اليمنيين في ظل الصراعات المختلفة..

كما أن بلادنا عبر تاريخها، ولأسباب جغرافية وسياسية لم تكن موحدة لفترات طويلة، بل عانت من الانقسامات السياسية والعرقية التي مزقت وحدتها، بل إن اليمن الآن لا تعد دولة موحدة بالمعني الواقعي، بل اصبحت جغرافيا اليمن في الوقت الحالي، عبارة عن  مناطق سيطرة للقوي المتصارعة، ومن ثم فهاجس تفكك اليمن أصبح من المسلمات بسبب عدم قدرة الأطراف اليمنية على تقديم حل مقنع يستوعب الجميع، ويؤلف القلوب والعقول ثقافياً ودينياً وسياسياً، من خلال بناء دولة المؤسسات، التى تحقق العدالة والمساواة والمشاركة في السلطة والثروة لكل اليمنيين.

دولة مدنية يشارك الجميع في سبيل الوصول اليها بدلاً من الاستمرار في حالة الحروب ودورات العنف والصراعات المستمرة ....

* سفير بوزارة الخارجية