وجهة نظر !!..

علي عبد الله صالح ليس نهاية التاريخ 

هناك حزمة اصوات تحاول اقناعنا انه النهاية ومحصلة وآخر ممكنات الفعل اليمني.

نتفق غالباً على كون زمنه وتجربته هي أفضل إفصاح عن الحاجة اليمنية لدولة ،دولة موحدة وتجربة ديمواقراطية

لكنه ليس الممكن الوحيد ، ولعل تلك الاصوات تجهد في وضعنا امام شرطية مستحيلة ، وهي ان لا فرصة دولة ووجود يمني لائق ولو في حدوده الدنيا الا بتجربة صالح ، وكأن علينا إحياء جسده لنستعيد تجربته وزمنه .

لا أحد يمثل امتدادا لتلك التجربة الآن ، لا المؤتمر بصيغته وخياراته الآن ولا يصلح احمد علي حتى لمحاكاة تجارب الاستعادة في تاريخ دول العالم التي فشلت على كل حال .

تنظيمات الماضي واولها المؤتمر والاصلاح لم تعد صالحة لوظيفة المعارضة ،وهي الان بنزعتها الاسترداية تمثل عائقا امام امكانية نشوء معارضة لهذه السلطة وفقا لواقع ماامسينا قادرين على انتزاعه ومانحتاجه بالضرورة والأهم " الممكن " وليس حلم الاسترداد .

ينتظر المؤتمريون عودة احمد علي ربما وينتظر الاصلاح متبني دولي مسلم غير الامارات والسعودية وان كانوا قد التزموا الصمت والتهذيب المرير تجاه الاخيرة وتجرعوا جرائم الاولى الإمارات حد الهوان تاركة لهم اغتيال قياداتها في عدن وضرب تشكيلاتهم العسكرية بالطيران مكتفين بوصول الاماراتي مرحلة الاكتفاء من قتلهم وكأنها حالة انفعال اماراتية عابرة قد تتلاشى باظهار الصبر والتجاوز بينما هو منهج اجتثاث كلي ومعركة محو .

يمكن للتنظيمين ارتجال منهج جديد لجعل الامر اقل سوءا ومعارضة هذه السلطة وفقا لمعطيات الواقع الجديد ،او التخلي على الاقل عن احلام العودة بدعم خارجي متفهم ، فالمطلوب الان عودة الجمهورية اليمنية بصيغتها الممكنة والملائمة .

واثناء مانرفض ان نتحول وجودا ودولة لميراث بوصية مضى عليها قرون لا يسعنا ايضا تقبل ان يتحول جهدنا لاعادة اليمن الى ميراث لتنظيمين مضى على غيابهما بضع سنوات . 

اتحدث عن الممكن الآن ومايسعنا فعله لاجل بلادنا دون ان نعلق في فخ شرطية استنساخ الماضي القريب الطازج لتنظيمين يوهمان وعينا ان هذا هو الحل الوحيد للافلات من قبضة الماضي العتيد الذي يحكم حياتنا الان . 

لا احمد علي ولا خليفة اسطنبول قد يمنح اي منهما امكانية حالة ممانعة ايجابية لا حرب استرداد ولا مباراة صفرية تنتهي فقط بهزيمة طرف .

لا ادري لم انا هكذا لا زلت اعتقد انه لا يزال بوسعنا جميعا ان ننتصر ، في حال تخلى الجميع عن انتظار اي مهدي منتظر .

ومثلما ترزح سلطات صنعاء تحت ثقل الماضي القديم ومحاولة احيائه مايحول بينها وبين ان تكون دولة يبدو امر قوتي الممانعة مثقلة بماضيها الطازج .

من يحاول ان يكون امتدادا لعلي كرم الله وجهه يقابله من يحاول ان يكون امتدادا لعلي رحمه الله .

دون ان يكون اي منهما ملتزم بمبادئ الرمز الذي يرفع اسمه بقدر مايستخدمه رافعة لمشروعية الحكم ومشروعية المعارضة .

وكل منهما يعتقد ان علي هو نهاية التاريخ ،واللحظة التي انحرف بعدها الزمن برحيله . 

والاهم ان في كلا الحالتين رغبة عاطفية للانتصاف لكل علي ، بينما لم يكن اي منهما مظلوما بحال ،فقد ذهبا ضحية صراع خاضاه على السلطة وهذه هي الحياة وهذا هو التاريخ .

بينما نرزح تحت وطأة فؤاد مكلوم ينشد رد الاعتبار وشفاء الصدر ،دون ان يملك اي من الطرفين خصما محددا يشفي منه صدره ويقتص لرمزيته ،من بين خصوم صالح " الساحات والاصلاح " من يفترض بهم الان شركاؤك في المعارضة ، وترى سلطات صنعاء في كل مختلف مذهبي خصما ،يعني غالبية شعب يفترض بهم شركاؤك في عملية الحكم برمتها ، فكيف وممن تقتص ؟

 ونكون عندها جميعا هدف لهذه العاطفية العمياء وهي تغفل عن ماكان يمثله علي كرم الله وجهه وعلي رحمه الله من قيم ومبادئ ،ولكن ما يعنيه من حامل مشروعية لا تحتاجها كحاكم ولا كمعارض ، بالقدر الذي تحتاجه نزعتك الثأرية عاطفة وطموحا . .

وفي ذات الوقت واثناء الصراعات الإحيائية تتسرب فرص وامكانات الواقع والبناء عليه ، ممكنات يتم هدرها في حمى نمذجة الواقع ومحاولة جر هذا الواقع للوهم .