تخلص أولاً من وحشيتك

 تصريح رئيس لجنة الأسرى اليوم " المرتضى "  ، انهم مستعدين للتفاوض بشأن قحطان وان الإصلاح لم يهتم ، تصريحه اليوم يعني ان قحطان لا يزال على قيد الحياة ، هذا هو المهم 
المعني الآن ليس الإصلاح وماقد يقدمه بالمقابل ، المعني الآن هو اسرته وحقهم في زيارته والتواصل معه .
هو ليس اسيرا اصلا ، لم تأخذه من موقع في الجبهة اثناء قتال ،كماهو حال الصبيحي مثلا ، لقد اخذته من بيته في نطاق سلطتك ، وأسرته ليست مواطنة لدى الإصلاح ،انها مواطنة لديك وليس لديها ماتقدمه لك بالمقابل ، غير ما يقدمه مواطن لسلطة بقي لديها ولم يذهب ليبحث عن من يمثل مظلمته في الخارج سواء دولة او حزب .
والبديهة ان تبادل الأسرى يتم بين أسرى وأسرى قتال ،وليس بين أسرى ومعتقلين .
المعتقل لديك مسؤوليتك ، قابل للمناشدة والتقاضي وكل انماط الدفاع عن المعتقلين ولا تملك الحق في مبادلة معتقل بأسير حرب ،وليس من الذكاء حتى أن تنقل فكرة مواطن لديك أمره يعنيك انت إلى فكرة أسير يعني قوة أخرى انت تخوض معها صراعا بشأن من منكما دولة ومن خارج عنها ، وبهذه المنهجية في التبادل وكأنك تؤكد أن مواطنيك رهائن تمثل حقوقهم جهات وقوى أخرى ، بينما يفترض بك وقد استحوذت على السلطة العمل بجهد على الاستحواذ على فكرة المواطنة بكامل مسؤوليتها دون غيرك .
ويفترض ان تستفيد من تخلي القوى عن الناس لتخبرهم انك انت المعني بهم ، تعتقلهم كمجرمين وليس كمنتمين لحزب وتطلقهم كمواطنين ابرياء او حتى مستحقي عفو وليس كأسرى مقابل أسرى . 
أما وقد تخلى عنه الإصلاح وفقا لتصريحك هو الآن مجرد مواطن عندك ، وعليك الالتزام بالحد الأدنى من حقوق السجين ، الحق الذي لأسرته وهي تتخطى تعريف الجهة السياسية إلى جهة انسانية تربطها بك - بدون دستور - تربطها بك الأعراف وماتبقى من قيمة أخلاقية وماتبقى بين سلطة ومواطن ، مواطن لا يجلس مقابلك في لجنة تفاوض ، مواطن لم يعد يخوض معك سجالا او مواجهة بشأن من يملك الحق في الحكم ولكن : من يملك الحق في تجريد مواطن من حقه في رؤية ابيه ؟
دعك من هذا كله ، أطلقت سراح الأجنبي الذي هاجم بلادك بالطائرات وقتل رئيسك المعلن " الصماد " وأطلقت اليمني الذي قاتلك ، بينما استبقيت قحطان السياسي الذي لم يقاتلك واعتقلته من بيته ، وقبل اندلاع الحرب . 
وإذا كان اعتمادك على التصريح مع التحالف فقد غفرت لتصريح مشابه أطلقه بحاح من عدن وعاد إلى صنعاء لتعينه رئيسا للوزراء .
لنستثني هذا أيضا ونقول : هناك شيئ اسمه العرف والأسلاف وماتبقى بين البشر من حس بألم الإنسان .
وإذا كان تلكؤ الإصلاح بشأن قحطان وحرمانك من المقابل الذي تريده انما يفصح عن رغبته في الحصول على شهيد عظيم قتله طاغية ،فأنت بتخليك عن المقابل الذي تريده من الإصلاح انما تفصح عن حاجتك الأشد لصورة مناقضة ولو قليلا لتلك التي يمضي خصومك الوقت يحفرونها على جدار الزمن ويعيشون على حسابها .
أنت الأكثر حاجة لإظهار بعض من المسؤولية وتراحم القربى .
وإذا كانوا بحاجة لتوحشك  ، أنت الأكثر حاجة للتخلص من صورة الوحش  .