اليهودية واليهودة

جاءت الديانات السماوية لتنظيم حياة البشرية على خط الفضيلة والإستقامة والتعايش والتراحم، وكانت اليهودية الديانة الأولى، وأعتنقها أغلب البشر من كل المشارب والأمم، وأقاموا شعائرها ومعابدها في معظم بقاع الأرض التي كان مرتكزها الشرق الأوسط أسيا وأفريقيا.
وجاءت بعدها الديانة المسيحية على أساس تجتث اليهودية ويصبح الجميع مسيحيون ولم يتم ذلك الاجتثاث بشكل جذري.
وجاء الدين الإسلامي قبل 1444 عام ليجتث الأديان التي سبقته، ولم يتمكن من الإجتثاث الكلي، وبقيت الديانات السماوية الثلاث موجودة حتى اليوم من خلال مُعتنقيها من البشر.
وهذا الواقع الملموس يفرض على الجميع التعايش والتراحم والتفاهم والتسامح، والإعتراف بحقوق بعضهم البعض في هذه الدنيا، وفي الأخرة يحكم الله بين الجميع.
ومن خلال هذه الحقيقة التي يعيشها الجميع على أرض الواقع، يحق لكلآ من أبناء هذه الديانات الثلاث إمتلاك وطن يخصه يمارس فيه شعائره وطقوس ديانته بكل حرية، بما في ذلك اليهوديه واليهود يحق لهم إمتلاك وطن يخصهم مثلهم مثل غيرهم.
واليهود يستطيعون تحقيقة إذا فصلوا بين ديانتهم اليهودية والفكر الصهيوني، الذي خلط بين الديانة والعرق، جعل الديانة اليهودية دين وعرق، وهذه النظرية سببت كل المشاكل، لانها أعتبرت أن ملك اليهود حيث ما وجد التأريخ والتراث والنجمة والمعبد اليهودي على هذه الأرض، وهذه نظرية غير صحيحة.
لأن اليهوديه دين تم إعتناقة من قبل الكثير من الأعراق والشعوب والأمم، وشيدات له المعابد والتراث والتأريخ.
وتحول الكثير من هذه الأعراق والشعوب والأمم الى الديانة المسيحة عندما أتت، وشيدوا لها الكنائس والتاريخ والتراث، وبعدها تحول الكثير من تلك الأعراق والشعوب والأمم إلى الدين الإسلامي، عندما جاء وشيدوا له المساجد والتأريخ والتراث، ولا يمكن للمسلمين اليوم أن يعتبروا كل مسلم على وجة الأرض عربي العرق، لمجرد أنه مسلم بناء مسجد في الهند أو باكستان، أو الصين أو روسيا، أو أندونيسيا، من خلال وجود التراث والتأريخ الإسلامي في هذه البقاع
واليهود للاسف توقف عند مشكلة الخلط بين العرق والدين، ولم يبذل مجهود فكري يغير من تلك النظريه من أجل ان يجدو حل لهذه المشكلة في فلسطين، بالدرجة الاولى.
برغم أن اليهود يمثلون أغلب المبدعين والمخترعين والعباقرة الذي صنعوا الخير والشر للبشرية في هذا العالم
والحل في فلسطين بسيط جدآ جدآ جدآ ،
وبدايتة تكمن في تخلي المسلمين عن شعارهم السياسي الذي يلصق في اليهود عبارة ( الرجس والتدنيس)  لان هذه الصفة لم تعد موجودة في اليهودي  اليوم لان اليهودي يغتسل ثلاث مرات كل يوم ويرش نفسه وملابسة بارقي العطور،
بينما أنظف مسلم يغتسل في اليوم مرة وأحدة، هذا من ناحية، ومن الناحيه الثانية على اليهود ان يتخلوا عن فكرة الخلط بين العرق والدين اليهودي.
إذا قبل الجميع بذلك فحل قضية فلسطين عندي حل منطقي وعقلاني عادل يرضي أبناء الثلاث الديانات.

*بقلم: اللواء الشيخ مجاهد حيدر