مواطن يبحث عن وطن(80)

.. عيد المسئول وعيد المواطن.. 
قال لي زميلي المواطن العزيز.. ما رايك يا صديقي الصحفي أن نتقدم باقتراح إلى الدولة بتأجيل العيد إلى بعد العيد نظرا لعجز المواطن عن توفير مستلزمات العيد وعجز الدولة والحكومة عن صرف الرواتب ؟ ..

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. مقترح رائع وانا اتفق معك لان الوضع الذي يعيشه المواطن لا يحتمل ولا يجعله قادر على تحمل نفقات وصرفيات العيد وتبعاته. 

قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل تعرف ان كل مسئول في الدولة والحكومة يحصل على راتبه الشهري والحوافز والمكافآت بصورة منتظمة ؟

وهل تعرف ان أعضاء المجلس السياسي الأعلى ومجالس النواب والشورى والوزراء لا يشعرون بمعاناة الموظف والمواطن لانهم يستلمون كل مستحقاتهم وبدلات الاجتماعات والزيارات والبترول والغاز والكهرباء وبدل الإيجارات رغم أنهم في بيوتهم الخاصة وليسوا مستاجرين ؟

وهل تعرف ان مرتب ومستحقات مسئول واحد من هؤلاء يكفي لصرف رواتب خمسين موظف من الموظفين المساكين ؟

وهل تعرف ان الدولة قادرة على دفع رواتب الموظفين بشكل شهري وليس كما تفعل الان نصف راتب كل خمسة أشهر؟

وهل تعرف الدولة أن هناك موظفين في جهات يستلمون مرتباتهم دون انقطاع وان هناك موظفين في جهات يستلم اقل واحد منهم أربعمائة الف ريال مرتب شهري إضافة إلى الحوافز والمكافآت؟

وهل تعرف الدولة انها يجب ان تصرف رواتب الموظفين لانها تحملت مسئولية هذا الشعب أو عليها أن تنسحب وتترك المجال لمن هو اقدر على تحمل المسئولية وصرف الرواتب وتقديم الخدمات المختلفة ؟

وهل تعرف الدولة أن هروبها عن صرف الرواتب ليس حلا ولايعفيها من مسئوليتها؟

وهل تعرف الدولة انها هي المسئولة عن هذا الشعب ؟ .. 

قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلامك صحيح ويحتاج إلى اجابات شافية وأهم إجابة هي الاعلان عن صرف رواتب الموظفين بانتظام لانهم لا يعرفون غيرها ام انها تريد أن تجعل الموظف يعترف بمن يصرف راتبه؟.

قال لي زميلي المواطن العزيز.. اعتقد ان الدولة بكل مسئوليها بعيد عن معاناة الناس ولو كانوا يعرفون كيف يتعذب المواطن وهو يبحث عن قيمة كسوة العيد لأولاده ونفقات العيد وما يعانيه من المؤجرين وغيرهم لكانوا على الأقل قرروا صرف مرتبات الناس ؟

ولو ان مسئولي الدولة  تنازلوا قليلا لكانوا عرفوا ان الشعب يعيش أوضاعا مأساوية وانه غير قادر على توفير أبسط اساسيات المعيشة وأننا لم نطلب من الدولة تأجيل العيد إلى بعد العيد إلا لان المواطن يعاني الأمرين وعاجز فعلا عن تحمل أعباء ونفقات العيد وغيره؟. 

قال لي زميلي المواطن العزيز.. نحن فعلا امام دولة لا تهتم بمواطنيها يقدر اهتمامها بمسئوليها وأنها فعلا بعيدة كل البعد عن معاناة الناس وان مسئوليها سيحتفلون هم وأولادهم واسرهم بالعيد بينما المواطن يموت هما وغما وكمدا هو وأولاده .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. فعلا هذه الدولة لا تحترم نفسها ولا تحترم شعبها وان كل مانسمعه عبر وسائل الإعلام غير صحيح وان كل ذلك الكلام للاستهلاك الإعلامي والضحك على الناس .

قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل ستصل رسالتنا انا وانت يا صديقي الصحفي ونرى قريباً قراراً شجاعاً بصرف رواتب الموظفين كخطوة أولى في رفع المعاناة عن الشعب بعيدا عن الانتظار للاخرين كي يصرفوا المرتبات أو اتخاذ قرار بتأجيل العيد إلى بعد العيد حتى يتم صرف مرتبات الناس وان يكون العيد واحد للجميع وليس عيد المسئول وحده دون المواطن ؟

.. وكما قلنا من قبل اننا نريد أن يكون المشروع الاهم هو مشروع ويصرفون المعاش .. فهل سيتحقق ذلك ام أن الأمر سيبقى كما هو ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب والمنهوب؟