لتحريك مسار السلام المتعثّر في اليمن.. ترتيبات لعقد جولة مشاورات جديدة

الرأي الثالث 

قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة، أن ثمة ترتيبات سعودية مع سلطنة عمان، لعقد جولة مشاورات جديدة بشأن «خارطة الطريق» الأممية التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، أواخر كانون الأول الماضي، بهدف مناقشة نقاط الاختلاف حول تلك الخارطة. 

وكانت توقّعت مصادر إعلامية مقرّبة من  «حركة الحوثي» عقد جولة مشاورات بين صنعاء والرياض، في حال عدم وجود اعتراض أميركي ذلك.

 موضحةً أن المشاورات ستتناول خفض التصعيد الاقتصادي بين صنعاء وعدن، واستئناف تصدير النفط كضرورة لصرف مرتبات الموظفين.

وفي الساعات الماضية، شهدت مسقط لقاء بين غروندبرغ ووفد الحوثيين المفاوض، الذي اجتمع أيضاً مع الوسيط العماني.

 وأوضح مصدر مطلع، أن اللقاءات تركّزت على تحييد الملفين الإنساني والاقتصادي بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز بناء الثقة بين الأطراف كافة.

 فيما قالت وسائل إعلام رسمية حكومية إن التحرك الأممي الأخير يهدف إلى إحراز تقدم في «خارطة الطريق»، والترتيب لمراسم التوقيع عليها بعد معالجة ملاحظات الأطراف اليمنيين بخصوصها. 

كذلك، شهدت عدن لقاء بين نائب المبعوث الأممي، سر فتاح، وقيادات عليا في «المجلس الانتقالي الجنوبي» في اليوم نفسه، تبعه آخر مع رئيس الحكومة، أحمد بن مبارك، حيث نوقش استئناف مفاوضات السلام. 

وكان قد أثار استدعاء الرياض أعضاء «المجلس الرئاسي»، أول من أمس، إلى الرياض، مخاوف بعض قيادات «حزب الإصلاح»، والتي هاجمت التحرّك الأممي الأخير، ووصفت ما يحدث في مسقط بالصفقة. 

من جهتهم، اعتبر مراقبون التحرّك السعودي محاولة من مسؤول ملف اليمن في الديوان الملكي، خالد بن سلمان، عبر الوساطة العمانية، تحريك مسار السلام المتعثّر في اليمن.

ويأتي هذا التحرك بعد أسابيع من سحب الديوان الملكي ملف المفاوضات من السفير السعودي محمد آل جابر، كما أنه يتوازى مع جهود ديبلوماسية تقودها الولايات المتحدة، تمثّل آخر فصولها في عقد السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، أكثر من لقاء مع رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، وقيادات أخرى في الرياض، ناقش خلالها تطورات مفاوضات السلام و«التصعيد في البحر الأحمر»، بحسب وكالة «سبأ» الرسمية.

وسبق أن قوبلت الخارطة الأممية بتأييد إقليمي ودولي واسع النطاق، كونها مثّلت أهم اختراق في جدار الأزمة اليمنية، خاصة أن الأطراف التزمت بموجبها بتنفيد عدد من التدابير الإنسانية تشمل وقف إطلاق نار في عموم اليمن، ومباشرة إجراءات لتحسين الظروف المعيشية تشمل صرف مرتبات الموظفين وفتح مطار صنعاء ورفع القيود على ميناء الحديدة وإعادة تصدير النفط والغاز اليمنيين، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة، والعمل مع الأمم المتحدة على إنشاء آليات تطبيق سلس لتلك الالتزامات. 

وفي هذا الإطار، نُقل عن مصادر ديبلوماسية ، منتصف آذار الماضي، تأكيدها سعي واشنطن إلى الضغط على المبعوث الأممي، لتعديل عدد من بنود الخطة. 

واختتم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، زيارة للسعودية، ضمن جولته في المنطقة لإحياء جهود السلام في اليمن الغارق بالحرب منذ تسع سنوات.

وقال مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن في بيان له على منصة فيسبوك، إن غروندبرغ اختتم اليوم زيارة إلى الرياض حيث التقى برشاد العليمي، وبوزير خارجيته، شائع الزنداني لبحث سبل إحراز تقدم في خارطة الطريق الأممية.

كما التقى غروندبرغ مع السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر خلال جولته الأخيرة في المملكة.

واكد غروندبرغ على أهمية الدعم الإقليمي المستمر والمنسق لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن.

وتأتي هذه الزيارة، بعد يوم من زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، للعاصمة العمانية مسقط، في سياق مساعيه لدعم خطة السلام التي يأمل أن تطوي صفحة الصراع في اليمن.

وأفاد مكتب غروندبرغ، في تغريدة على منصة «إكس»، بأنه التقى في العاصمة العمانية المتحدث باسم الجماعة الحوثية، وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام، كما التقى مجموعة من كبار المسؤولين العُمانيين؛

 حيث ناقشوا سبل إحراز تقدم في خريطة الطريق الأممية لليمن، وضرورة خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع.

إلى ذلك، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، على ضرورة التصدي الدولي للأسلحة المهرَّبة إلى مليشيات الحوثي، وذلك خلال استقباله في الرياض، سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن. 

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن اللقاء تطرق «إلى هجمات الميليشيات الحوثية على سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية، وتداعياتها الكارثية على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، وشعوب المنطقة، واقتصاداتها الوطنية».

* قسم التحرير والمتابعة