بايدن يكذب ويناور.. الحرب طويلة

بايدن يكذب ويناور ويحاول التبرؤ سلفاً مِمَّا سيفعله نتنياهو برَفَح بعد رمضان،

الحرب طويلة والإستدارة الثانية للنِتِن ستكون على لبنان الذي سيرسم نهايته مع كيانه،

قرار رقم 2728 أصدره مجلس الأمن الدولي مَرَّرَتهُ واشنطن من دون أن تُصوِت لصالحهِ أو ترفع الفيتو بوجههِ، يحتضن في طيَّاتهِ فقرة خطيرة جداً وهي إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً ومن دون أي قيد أو شرط، وافقت عليه روسيا والصين واثني عشرة دولة أخرى،

القرار وصف الأسرى لدى حركة حماس والفصائل الأخرىَ بالرهائن وليسوا أسرىَ حرب الأمر الذي يدين أسرهم وآسريهم ويشير ضمناً إلى أن ما حصل في 7 أوكتوبر عملية إرهابية وليست حرب بين طرفين وقعَ خلالها هؤلاء بالأسر نتيجة عملية عسكرية قامت بها مقاومة تسعى لتحرير أرضها وأسراها!، ما يُعطي إسرائيل بعد نهاية رمضان ذريعه قانونية لإجتياح رفح بحجة تحريرهم والقضاء على آسريهم،

وعلى مستوىَ أمبراطوريات الصف الأوَّل رَسَحَ أنَّ هناك تبادل مصالح بين الدُوَل الكبرى يبدو أن موسكو قبضت ثمنها سلفاً في أوكرانيا  جَرَّاء العملية الإرهابية التي قامَ بها إرهابيو داعش اللذين يأتمرون بأمر المخابرات الأميركية والصهيونية،

من هنا جاء تصريح موسكو أن ما حصل في "كروكوس" غرب موسكو لا يوجد فيه أي أدلة أو إعترافات على تورط أي دولة أجنبية فيه، وخلال ساعات من الجريمة المرتكبة في صالة الحفل بدأت حَملَة قصف مُدَمِر لكييڨ وقبل أن ينتهي التحقيق بدأت الصواريخ الأسرع من الصوت السقوط فوق رأس زيلينسكي في وشكلَت محرقة بكل معنى الكلمة من دون أي تعليق أميركي على الأمر،

تمثيلية الخلاف الأميركي الصهيوني تشق طريقها في غزة وسط إرتكاب عصابات الجيش الصهيوني مجازر مرعبة في مجمع الشفاء واغتصاب نساء وتَشَكُل أكوام من الجثث المُكَدَّسَة على مرأى ومسمع كافة الأنظِمَة والدُوَل العربية والإسلامية التي لم تُحَرُك ساكناً جَرَّاء ذلك ووسط غياب شعبي عربي وإسلامي مُريب، 

إسرائيل هذه إذا ما نجحَت في إكمال مهمتها في رفح لا سمح الله فإن هدفها الثاني سيكون لبنان وجنوب سوريا والمعركة لن تكون كسابقاتها إنما ستكون حرب مُدَمِرَة حَضَّرَ حزب الله وأعَدَّ العُدَّة لها منذ سنوات طويلة، 

نتنياهو الذي يراهن على آلَتِهِ الحربية الفتاكة لا يغيب عن ذِهنِهِ قوَّة حزب الله وإمكاناتهِ لكنه كمستفيد من هذه الحرب سيسعى بكل ثقلِهِ أن يُسَعِرَ نارها مهما كانت نتائجها! وستكون حرب مصيرية للطرفين المتقابلَين، 

ففي أي حرب مقبلة سيفرضُ حزب الله حصاراً بحرياً كبيراً على سواحل فلسطين وهو يمتلك القدرة على فِعلَها، وسيواجه ألويَة وفِرَق النُخبَة في الجيش الصهيوني بجدارة وسيواجه التدمير بالتدمير، 

في موازين القِوَىَ تتفَوَّق إسرائيل على المقاومة بالتكنولوجيا وسلاح الجو فقط، 

أما سلاح البَر من دبابات ومدرعات لن تُشَكِلُ خطراً بعد اليوم على مقاتلي حزب الله لأنها ستكون طعاماً للصواريخ المُوَجهَة،

أما بالنسبة لعناصر المشاة فإنَّ مِمَّا لا شَكَ فيه أن حيدَر وعلي وحسن وجعفر وحُسين ومهدي يتفوقون خبرَةً وقدرَةً وشجاعةً وتصميماً وإيمان على ديڨيد وإيدي وكوهين وغفير، وأن صيحات الله أكبر ويا زينَب سترعب بَني صهيون أكثر مِما سترعبهُم رصاصات وصواريخ رجال الله إذا ما إحتَدَم القتال وتوسعت رقعة النِزال بينهم وبين أحفاد بن غوريون،

هذا ونحنُ لَم نأتي بالذِكر عما سينال هذا الكيان من نصيب قاتل من حلفاء هذه المقاومَة الشريفة، أيضاً نحنُ نعرف أن الأنظمَة العربية ستقِف إلى جانب أمريكا وإسرائيل في هذه المعركة التي سيكون الله يقف مع المقاومة فيها من دون أدنَىَ شَك ولا رَيب فيما أقول، 

إذاً قِصَّتَنا طويلة مع الإحتلال واليوم إتَضَح لنا أنَّ الكبار بدأوا يقايضون على حساب دماء الشعب الفلسطيني؟ ولكن هذا "ليسَ" "ولَنّْ" يُشَكِلَ ضماناً بالنصر للكيان الصهيوني الغاصب حتى لو إجتَمَع العالم بأسرِهِ ضدنا،

بَل نحنُ نُبشرهم بهزيمة سيكتب عنها التاريخ والله ولي المؤمنين، 

إسرائيل سقطت،، 

* د. إسماعيل النجار - باحث وكاتب لبناني