
الاحتلال يوسّع حربه إلى دير البلح وسط قطاع غزة
الرأي الثالث - وكالات
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، توسيع الحرب والعمليات العسكرية لتطاول مناطق "لم تعمل فيها القوات في الماضي"،
وطلب من الفلسطينيين الموجودين في جنوب غرب دير البلح وسط قطاع غزة، وهي منطقة تضم أعداداً كبيرة من المهجرين، "إخلاء" المكان، وقال مهدداً: "من أجل سلامتكم، أخلوا فوراً إلى جنوب المواصي"،
مشيراً إلى أن "الجيش يواصل العمل بقوة لتدمير العدو والبنى التحتية الإرهابية في المنطقة ويوسع عملياته لتشمل مناطق لم يعمل بها في الماضي".
أمر الإخلاء تطرّق إلى مواقع المناطق المستهدفة في خريطة شملت بلوكات مرقّمة تضم أحياءً في دير البلح الجنوبية، التي باتت تحوي مخيماً كبيراً للمهجرين بعدما نزحت إليها أعداد كبيرة من الفلسطينيين، نظراً لموقعها الجغرافي بين جنوب القطاع وشماله، ولعدم وجود أي عمليات برية للجيش الإسرائيلي هناك.
ورغم ذلك، قصفتها إسرائيل جواً عدة مرات، فيما تحوّل مستشفى شهداء الأقصى في المدينة إلى مكان لجوء لآلاف من النازحين طوال الحرب.
وخلال صفقة التبادل الأخيرة بين الاحتلال وحركة حماس، في يناير/كانون الثاني الماضي، أُطلق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين من دير البلح.
وأظهرت اللقطات هناك مباني سليمة، خلافاً للمقاطع المصوّرة من خان يونس أو شمال قطاع غزة التي يظهر فيها الدمار الكبير بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل.
وكحال مخيم النصيرات، يزعم جيش الاحتلال، وفقاً لموقع "واينت"، أن كتيبة حماس في دير البلح في "أعلى درجات الجاهزية"، إذ لم يقم جيش الاحتلال بأي عمليات ميدانية هناك "خشية احتجاز بعض الأسرى".
وطبقاً للموقع، فإن العمليات العسكرية في دير البلح والنصيرات ستُلزم جيش الاحتلال بنشر فرقتين عسكريتين على الأقل لشهور طويلة للقتال فيهما.
عائلات المحتجزين في غزة يطلبون توضيحات
وتعليقاً على هذه التطورات، أصدر مقر عائلات الأسرى بياناً قال فيه إن "عائلات المختطفين تشعر بالقلق والصدمة إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي ينوي العمل في مناطق وسط غزة. هل يمكن لأحد أن يعدنا بأن هذا القرار لن يكون على حساب فقدان أحبائنا؟
نتوقع من رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزير الأمن (يسرائيل كاتس) وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي أن يشرحوا فوراً للمواطنين الإسرائيليين وعائلاتهم ماهية خطة القتال، وكيف تحمي بالضبط الرجال والنساء المختطفين الذين ما زالوا في غزة".
وأضاف البيان: "للأسف، رغم كل الوعود والتصريحات المضلّلة، تعلّمت العديد من العائلات الثمن الحقيقي لتوسيع العمليات العسكرية دون وجود خطة واضحة، في ظل مفاوضات لا تزال جارية.
لا يمكن نسيان مقتل ستة من الأسرى خلال العملية العسكرية في أغسطس/آب الماضي". مؤكداً أن "الأسرى ليسوا ورقة تفاوض، بل حياتهم في خطر مباشر وفوري، وغالبية الإسرائيليين تريد وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى"،
واعتبرت العائلات أن "هذه خطوة تنطوي على خطر حقيقي وفوري على مصيرهم".
الاحتلال يهدم مئات المباني أسبوعياً
وبالتوازي مع التقارير التي تشير إلى احتمال التوصل إلى صفقة ووقفٍ لإطلاق النار، كثّف جيش الاحتلال وتيرة هدم المباني الفلسطينية بذريعة احتمال استخدام المقاومين لها مستقبلاً.
ووفقاً لتقديرات مختلفة في الجيش، نقلها الموقع، فإن مئات المباني تُهدم أسبوعياً، حيث يهدم الجيش أي مبنى كان المقاومون قد استخدموه سابقاً لمراقبة القوات الإسرائيلية، ونصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة ونشر القناصة، بحجة الحؤول دون استخدام هذه المباني مجدداً للأغراض نفسها.
وبحسب ما نقله الموقع عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال، فإن كل محور يُسيطَر عليه يستوجب هدم المباني على الجانبين لمسافة لا تقل عن 300 متر في كل جانب، بذريعة ألا تُشكل هذه المباني تهديداً للقوات التي تبقى في المحور.
وفي هذا الصدد، يبلغ طول محوري "موراغ" و"ماغين عوز" في خانيونس نحو 20 كيلومتراً، أي ثلاثة أضعاف طول محور "نتساريم"، ونحو ضعف طول محور فيلادلفيا.
وعلى جانبي هذه المحاور، الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، هدم الأخير آلاف المباني بالكامل. ومع توسيعه لهذه المحاور، يتطلب الأمر نشر المزيد من القوات في المواقع الممتدة على طولها لأداء "مهام دفاعية ثابتة"، وهو ما يتطلب هدماً متواصلاً.
وفي السياق، تسيطر قوات الفرقة 36، التي تُشغّل حالياً ثلاثة ألوية قتالية في خانيونس وهي "188" و"غولاني" و"كفير"، فعلياً على حوالى 30% من مساحة قطاع غزة.
وبحسب الموقع، لم تصل هذه القوات بعد إلى مراكز الثقل الرئيسية لحماس في المدينة: وهي مدينة حمد ومخيم النازحين، الذي أُنشئ في خانيونس، ومدينة المواصي المُهجّرة، التي يتجمع بالقرب من ساحلها حوالى 800 ألف فلسطيني في خيام. وخشية تنفيذ المقاومة لعمليات أسر لجنود إسرائيليين هناك، اضطر الجيش، وفقاً للموقع، إلى أن يوقف بعض عملياته أخيراً، أو إلى تغييرها في الأيام الأخيرة الماضية.