
أمريكا تحذر من خطورة الوضع في سوريا وتؤكد على الحوار
الرأي الثالث - وكالات
دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، السلطات السورية إلى محاسبة المتورطين فيما وصفه بالانتهاكات في السويداء، في حين شدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، على أن سوريا تقف عند منعطفٍ حاسم.
وقال روبيو، في تدوينة على منصة "إكس"، إن بلاده كانت على تواصل مع "إسرائيل" والأردن وسوريا بشأن التطورات في جنوب البلاد، في إشارة إلى الاشتباكات الدامية التي وقعت في السويداء.
وأضاف أن ما أسماها "عمليات اغتصاب وقتل الأبرياء التي كانت وما زالت تحدث يجب أن تنتهي"، في إشارة إلى استمرار المعارك في السويداء.
وقال روبيو: "إذا أرادت السلطات في دمشق الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية، خالية من داعش والسيطرة الإيرانية، فعليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة باستخدام قواتها الأمنية لمنع داعش وأي جهاديين عنيفين آخرين من دخول المنطقة وارتكاب المجازر".
كما طالب بضرورة "محاسبة وتقديم أي شخص مذنب بارتكاب فظائع إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها"، مشدداً على ضرورة توقف المعارك بين المجموعات الدرزية والبدوية في السويداء على الفور.
منعطف خطير
من جانبه قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، إن سوريا تقف عند منعطف حاسم، مشدداً على ضرورة أن يسود السلام والحوار.
وأشار باراك، في منشور على منصة "إكس"، إلى أن قرار الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا كان خطوة مبدئية، أتاحت للشعب السوري فرصةً لتجاوز سنواتٍ من المعاناة والفظائع التي لا تُصدَّق.
وأضاف في منشوره أن "الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة على الأرض تُقوّض سلطة الحكومة وتُزعزع أي مظهر من مظاهر النظام".
ودعا المبعوث الأمريكي جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها فوراً ووقف الأعمال العدائية، والتخلي عن دوامة الانتقام القبلي، مضيفاً: "سوريا تقف عند منعطفٍ حاسم.. يجب أن يسود السلام والحوار.. وأن يسودا الآن".
وكانت السفارة الأمريكية لدى سوريا قد قالت، مساء أمس السبت، إن المبعوث الأمريكي التقى بقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، حيث جرى بحث خطوات الاندماج في سوريا موحدة.
وأفادت سفارة واشنطن في دمشق أن باراك ناقش مع عبدي الخطوات العملية نحو الاندماج في سوريا موحدة، من أجل مستقبل سلمي ومزدهر لجميع السوريين، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء والاستقرار في البلاد.
سوء تقدير
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر متعددة قولها إن الحكومة السورية أخطأت في تقدير الكيفية التي سترد بها "إسرائيل" على انتشار قوات سورية في مدينة السويداء.
وأضافت المصادر أن الرسائل الأمريكية التي تقول إن سوريا يجب أن تُدار باعتبارها دولة مركزية، شجّعت الحكومة السورية على خطوة نشر القوات في جنوب البلاد.
كما ذكرت المصادر أن "دمشق اعتقدت أنها حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل لإرسال قواتها إلى الجنوب، رغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر من الإقدام على ذلك".
وشهدت مدينة السويداء اشتباكات عنيفة بدأت منذ 13 يوليو الجاري، بين العشائر البدوية والدروز، تلاها دخول قوات أمنية لحفظ الأمن إلى المدينة في 15 يوليو.
إلا أن "إسرائيل" تدخلت وقصفت القوات السورية، وكذلك أهدافاً أخرى في دمشق ومناطق أخرى، ما دفع الحكومة السورية إلى سحب قواتها من السويداء يوم 16 يوليو، عقب توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة.
وفي 19 يوليو، أعلنت الرئاسة السورية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، محذّرة من أن أي خروقات تعني تعدياً على السيادة السورية، إلا أن الاشتباكات ظلت مستمرة، في حين قالت وزارة الداخلية إنها توقفت.
بعد توقف الاشتباكات.. بدء توافد المساعدات إلى السويداء
تسود حالة من الهدوء الحذر، منذ فجر اليوم الأحد، في مدينة السويداء جنوب سوريا بعد إعلان وزارة الداخلية السورية توقف الاشتباكات في المدينة وانسحاب مقاتلي العشائر منها.
ويتزامن ذلك مع بدء وصول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية إلى مشارف السويداء تمهيداً لدخولها، في حين قال وزير الصحة السوري، مصعب العلي، إن حكمت الهجري أحد مشايخ عقل الطائفة الدرزية رفض دخول الوفد الحكومي برفقة قافلة المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
ويضم الوفد الحكومي، رائد الصالح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، ومصعب العلي وزير الصحة، وهند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومصطفى البكور محافظ السويداء، وحازم بقله رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، يرافقهم مندوبون من الخارجية وممثلون من منظمات أممية.
لكن في وقت لاحق ذكر المكتب الإعلامي لوزارة الصحة السورية لوكالة "سانا" الرسمية، أنه "جرى السماح بدخول الهلال الأحمر العربي السوري فقط وعودة قوافل مع الوفد الحكومي لدمشق".
كما قالت وكالة "فرانس برس" إن قوافل المساعدات الإنسانية تتحضّر للدخول إلى المدينة، وسط توقف الاشتباكات، وخلوّ طريق دمشق – درعا من مقاتلي العشائر، في حين بدأت قوات الأمن العام بالانتشار في قرى ريف السويداء.