الحوثيون يحتجزون عدداً من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء
الرأي الثالث - متابعات
اقتحمت عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي ، اليوم الأربعاء، مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة صنعاء.
وقال مصدر محلي مطلع، لوكالة الأنباء الألمانية، إن "عناصر حوثية مسلحة اقتحمت مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، واحتجزت عدداً من الموظفين داخل المقر، لإجراء التحقيق معهم".
وأضاف المصدر أن العناصر الحوثية صادرت هواتف الموظفين وعبثت بمحتويات المقر لـ"إجراء تفتيش بالمقر". وبحسب المصدر، "لا يزال المسلحون الحوثيون داخل مقر المنظمة حتى هذه اللحظة".
وأمس الثلاثاء، أوقفت جماعة الحوثي تصاريح الرحلات الجوية التابعة للأمم المتحدة بين صافر في محافظة مأرب ومدينة عدن غربي البلاد حتى 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
وبحسب مصادر ، فقد أدى القرار الحوثي إلى تعطيل حركة موظفي المنظمات والبعثات الأممية العاملين في اليمن، وعرقلة أعمالها الإنسانية والإغاثية، وتعطيل أنشطتها، ولا سيما أنّ موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يعتمدون بشكل رئيس على النقل الجوي للانتقال بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والمناطق التابعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
والاثنين، أقدم الحوثيون على اختطاف أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء حمود العودي من منزله في العاصمة اليمنية مع اثنين من مرافقيه، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وأكد حساب العودي على موقع "فيسبوك" أن "الدكتور العودي ومرافقيه أنور خالد شعب وعبد الرحمن العلفي في المعتقل"، من دون إبداء المزيد من التفاصيل.
بالتزامن مع ذلك، يواصل الحوثيون تنفيذ حملات اختطافات واسعة بحق النشطاء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها،
حيث أقدموا على اختطاف عشرات الناشطين والشخصيات السياسية والاجتماعية بمحافظة ذمار جنوبي صنعاء، بينهم القيادي في التجمع اليمني للإصلاح محمد الشغدري، واقتادوهم إلى أماكن مجهولة.
إلى ذلك، طالبت النيابة العامة في صنعاء التابعة لجماعة الحوثيين بإعدام 21 مواطناً تتهمهم بالتجسس لصالح "جهات خارجية"، وذلك خلال محاكمتهم للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام.
وذكر موقع "26 سبتمبر" التابع للحوثيين أن "المحكمة الجزائية المتخصصة عقدت (الثلاثاء) جلستين للنظر في قضايا خلايا التخابر مع دول العدوان، ضمن شبكة تجسسية تتبع غرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية".
وأضاف الموقع أن "قوائم أدلة الإثبات استُعرِضَت في الجلسة الأولى برئاسة رئيس المحكمة القاضي يحيى المنصور، وحضور رئيس النيابة القاضي عبد الله زهرة، ووكيل النيابة القاضي صارم الدين مفضل، وعضو النيابة القاضي خالد عمر، والجلسة الثانية برئاسة القاضي ربيع الزبير وبحضور عضو النيابة القاضي نصر القاسمي".
وأشار الموقع إلى أن القوائم تضمنت اعترافات مفصلة للمتهمين بالجرائم التي ارتكبوها، وما كان بحوزتهم من أجهزة اتصال ومراسلات ومبالغ مالية بالعملة الأجنبية وسبائك ذهب، إضافة إلى محتوى الاتصالات التي جرت بينهم وبين ضباط مخابرات سعوديين وأجانب".
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد اتهم قبل أسابيع منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بالضلوع في "أنشطة تجسسية وعدوانية"،
وقال إن بعض موظفيها شاركوا في تمرير معلومات استخبارية أسهمت في غارة إسرائيلية استهدفت حكومة الجماعة غير المعترف بها في صنعاء أواخر أغسطس/ آب الماضي.
غروندبرغ يدعو إلى الإفراج عن الموظفين الأمميين
من جهته، جدد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، دعوته إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لدى الحوثيين ،
مشدداً على أن استمرار احتجازهم التعسفي يقيّد قدرة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين، ويقوّض الثقة اللازمة لإنجاح جهود الوساطة.
واختتم غروندبرغ، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المناقشات في كلٍّ من السعودية والإمارات، حيث التقى في العاصمة السعودية الرياض، وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني وعضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي.
وتركزت المناقشات على التطورات الأخيرة والجهود الأممية الجارية للحفاظ على زخم الحوار الهادف إلى تحقيق سلام واستقرار دائمين.
واجتمع المبعوث الأممي في الرياض بسفير السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، مؤكداً أن التوصل إلى حل سياسي شامل يعكس تطلعات اليمنيين ويعالج الشواغل الإقليمية يظل أولوية مشتركة.
كذلك التقى غروندبرغ سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجتمع الدولي في الرياض. وتمحورت المناقشات حول أهمية الحفاظ على نهج دولي موحّد لدعم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الأممي قد أجرى أول أمس الاثنين، لقاءات في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث التقى أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، وخليفة شاهين المرر، وزير الدولة في دولة الإمارات.