
حضرموت على صفيح ساخن.. صراع النفوذ يتجدد ويعيد مشهد الخلافات القديمة
أشعلت تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية، بعد اتهامه للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت بالوقوف خلف ما وصفه بـ"حملة استهداف مفبركة" طالت العميد محمد عمر اليميني، أركان المنطقة العسكرية الثانية، والذي أُفرج عنه مؤخرًا بعد أشهر من الاعتقال.
وقال البحسني -في بيان نُشر عبر صفحته الرسمية- إنه التقى بالعميد اليميني للاطمئنان على صحته ومعنوياته بعد "مزاعم واتهامات" نسبت إليه من قبل السلطة المحلية، مضيفا أنها "حملة استهداف غير مبررة لرجل أفنى عمره في خدمة الوطن".
وأضاف أن العميد اليميني يعد من القادة الذين كان لهم دور بارز في مواجهة الإرهاب والحوثيين، مثمنًا في السياق جهود المملكة العربية السعودية في "رأب الصدع وتعزيز التلاحم العسكري في حضرموت".
غير أن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لم تتأخر في الرد، نفت عبر مصدر مسؤول، بشكل قاطع، ما وصفته بـ"الاتهام المغلوط والعاري عن الصحة"، معتبرة أن السلطة لم تكن طرفًا في قضية العميد اليميني "لا من قريب ولا من بعيد".
وأوضح البيان أن ما جرى كان "ملفًا عسكريًا بحتًا" يتبع وزارة الدفاع ورئاسة الاستخبارات، مستنكرة في الوقت ذاته "الزج بالسلطة المحلية في قضية تجاوزت سلطاتها وصلاحياتها".
وأبدت السلطة المحلية امتعاضها مما سمّته "كلامًا غير مسؤول من شخصية مسؤولة"، خاصة أن العميد اليميني ظل معتقلاً لأربعة أشهر، ولم يصدر أي تعليق من البحسني طوال تلك الفترة، متسائلة عن دوافع هذا الاتهام في هذا التوقيت بالذات.
ويُعد العميد اليميني من القيادات العسكرية ذات الامتداد القبلي والاجتماعي في حضرموت، ما جعل قضيته تحظى باهتمام شعبي، وسط حالة من التكتم الرسمي حتى لحظة الإفراج عنه.
وفي ظل هذا التراشق، يتساءل مراقبون عن أسباب هذا التصعيد بين طرفين يفترض أن يكونا شريكين في إدارة المرحلة، ومدى تأثير ذلك على تماسك المؤسسة العسكرية، في محافظة تواجه تحديات أمنية وسياسية متصاعدة.
ويرى محللون أن هذه الحادثة تكشف خللًا عميقًا في قنوات التنسيق والتفاهم بين السلطات المدنية والعسكرية، وهو ما قد يُلقي بظلاله على أي جهود وطنية لاستعادة الاستقرار، ما لم يتم احتواء الأزمة وفتح تحقيق شفاف بشأن ملابسات قضية العميد اليميني.
وتشهد محافظة حضرموت منذ الأسبوع الماضي موجة احتجاجات على خلفية تردي الخدمات والوضع المعيشي في ظل غياب المحافظ بن ماضي الذي يتواجد بالسعودية منذ عدة أشهر.