جسر يوصلك أو يسقطك!!
الفيس بوك ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو جسر قد يوصلك إلى الآخرين أو يسقطك أمامهم، بل ويمكن اعتباره لوحة إعلانات حية عن شخصيتك. وبخاصة عندما تكتب في صفحتك الشخصية أو تعلق على ما ينشره الآخرون.
لهذا أتعجب من بعض الأشخاص الذين يدمرون فرصتهم ليظهروا أدبهم وسلوكهم وأخلاقهم وعلمهم ومنهجهم، من خلال ما ينشرونه على صفحاتهم او في تعقيبتهم على ماينشروه الاخرون.
إنها نافذة يطلّ من خلالها الآخرون على حياتك ، فاجتهد أن تظهر للناس ماذا تعمل، وما هي قدراتك، وكيف تفوقت، وما هي القيم والتربية التي تعكسها في سلوكك اليومي ومن أي بيت استقيت أدبك وكفاحك؛
لأن ذلك قد يكون السبب في فتح باب لفرصة لم تكن تنتظرها أو اقلها لاحترام الناس لك والدعوة لمن علمك ورباك. بمعنى انت في العالم الازرق تمثل بيتك واسرتك امام الاخرين.
عني لقد رأيت أمثلة عديدة يمكن أن تُعتبر قصصًا ملهمة وعجائب كيف يفتح الله الفرص للبشر، توضح كيف وجد أشخاص فرصًا قيمة من خلال الفيس بوك، سواء في العمل أو التعليم أو بناء العلاقات المهنية وحتى الاجتماعية.
فكن على ثقة أن هناك دائمًا شخصًا ما يراقبك من بعيد عبر صفحتك أو ما تنشره، وقد يكون هذا الشخص بالضبط هو من يفتح لك طريقًا لم تكن تخطر ببالك. وسأشارك معكم بعض الأمثلة من تجربتي الشخصية في عالم الفيس بوك.
الحالة الأولى، شاب رائع ومتفوق ومؤدب واستسقى أدبه من بيت يمني مكافح، كان دائمًا ينشر أعماله الطلابية وإنجازاته خلال دراسة الماجستير، وكان واضحًا أنه طموح ومبدع.
لم يكن يعلم أن هناك من كان يتابعه بهدوء. بمجرد أن أنهى الماجستير، لم تمر سوى أسبوعين حتى اتصلت به وقلت له: "أرسل لي أوراقك لأطلع عليها". لم يمضِ الا شهرين حتى حصل على منحة دكتوراه مدتها سنوات، وانتقل إلى ألمانيا.
لم التقِ به يومًا من قبل، ولا عرفته إلا من خلال سلوكه وأسلوبه على الفيس بوك، لكنه الاجتهاد والاخلاق والمثابرة والاتزان في الطرح والأدب في بناء جسور مع غيره كانت هي القواسم المشتركة والتي فتحت الابواب لانظر من هو. قبله أيضًا،
كان هناك شخص آخر مجتهد ومثابر ومؤدب، تعرفت عليه عبر الفيس بوك وتواصل معي، وفتح له باب للحصول على منحة دكتوراه في ألمانيا بمعنى الاجتهاد والاخلاق والمثابرة والاتزان في الطرح والأدب في بناء جسور مع غيره كانت هي القواسم المشتركة.
ومثال ثالث، كان هناك طالب آخر قد حزم أمره للسفر إلى ماليزيا على حسابه، لكنني تدخلت، لأنني رأيت فيه شيئًا خاصًا – تفوقًا وتميزًا وأخلاق عالية وأدب وكفاح.
قلت له حينها "مكانك عندي في ألمانيا، لديّ منحة في ألمانيا تأخذها"، ومازحته وقتها قليلًا لأقنعه، وقلت "لن تجوع بعد ذلك أبدًا". واليوم هو في شركة كبيرة ومتجنس ودكتور.
وهناك امثلة كثيرة لمن تعاملت معهم من اليمنيين والعرب وغيرهم وكنت ابحث عن تلك الاشياء وكذلك غيري فلن تمتد يد لشخص لم يتعلم الأدب والحوار وغيره حتى وأن كان نابغة.
ومثال آخر، دكتور يمني متفوق كنت أتابعه على الفيس بوك، برغم أنني لم أكن أعرفه إلا من خلال صفحته. لكنني اتصلت به الى جنوب شرق اسيآ ذات يوم، وكان من كلامي أعرض عليه فرصة عمل كبيرة في ألمانيا.
لكنه قال إنه بصدد الحصول على الجنسية في البلد الذي يقيم فيه خلال سنتين، ويفضل الانتظار، وهكذا الطيب سوف يجد الكثير يطرق الباب اليه عندما يمتلك العلم والأدب والسلوك.
ومثال آخر، دكتور يمني شاب ذكي لكنه مشاغب ولطيف القلب "سيعرف نفسه إذا قرأ هذه الكلمات". قلت في نفسي، "هذا الشخص مشاغب ومشاكس لكنه ذكي وخلوق يحتاج إلى من يسحبه إلى هنا، ويحتاج إلى بيئة غير التي هو فيها لينطلق.
إيماني به وانه بذرة طيبة جعلني اطلب منه الدخول في اجتماع عبر برنامج زوم معي وهو لم يتحدث قبلها معي. طرحت امامه فرص كبيرة، ولازلت انظر اليه.
وهناك امثلة لاتعد من حياتي -أنا ذكرت هنا فقط كم مثال-، كان المنتصر فيها دائما من سكنت داخله الاخلاق والقيم والعلم، لان ذلك هم مفاتيح الى قناعات الغير.
وهنا أجد ثلاث أشياء على اي شاب او شابة أن يتعلموها ولن يخسروا: علمكم، أخلاقكم، ومسلككم هم من يحدد كل شيء لكم، وهل سوف تفتح لكم الابواب.
لذلك أتعجب من شخص في بداية حياته يحاول أن ينافس في العالم الأزرق بقلة عقله وسوء أدبه وأخلاقه يتهم هذا ويسبه، ويحقر غيره وينتقد ذاك ودون بينة او نقول يعرفهم، أنما يظهر بيئة بيته المريضة وسلوكه العدواني او العنصري او بذور الحسد،
فلا هو صار محترمًا بين الناس، ولا كسب حتى احترام من يعرفه ولا رضى ربه ولا فتح له فرصة او بنى جسر ولا حتى يريد احد يتطلع بشكله أن تقاطع بهم الطريق معه، وعليه فالانسان سلوك ومسلك.