وريثيات .. الفوضى الخلاقة .. ادفع واعبر
يقول المثل الشعبي " اشبعه واتبعه " بمعنى انك اذا اردت ان تستفيد من اي كائن يعمل عندك بكل جد واجتهاد وأمانة وإخلاص فيجب عليك أن تشبعه ثم تحاسبه على أي تقصير
لكن أن ترسل الموظف الحكومي من اي جهة حكومية وهو لا يجد قوت يومه أو ان ماتدفعه له لايكفي لسد احتياجاته فلاتتوقع منه أن يكون مثالا للنزاهة والأمانة والإخلاص وان لاينظر إلى ما في يد الناس فهذا هو المستحيل بعينه ..
لا تتوقع أن الموظفين من كافة الأجهزة الحكومية سواء الأمن أو المرور أو الأشغال أو للسياحة أو الصناعة أو النظافة والذين يتم ارسالهم إلى الشوارع للضبط والربط والرقابة لاتتوقع أن لايمدوا ايديهم إلى الناس فأنت لم تشبعهم بل جعلتهم في الحاجة وبالتالي فإن الوضع سيكون مانشاهده في بلادنا من فوضى وعدم ضبط وانضباط ..
أصبح شعار الموظفين في حكومة صنعاء .. من يدفع يعبر وكما قلنا سابقا ادفع زلط وامشي غلط .. في النقاط الأمنية ادفع واعبر في الجولات وفي الشوارع ادفع لشرطة المقربعين واعبر
وفي أي مكان تستطيع تجاوز وكسر كافة القوانين والأنظمة واللوائح بما تدفعه من أموال فمن حقك أن تخالف طالما وانت تدفع فلوس ..
في كافة الأجهزة الحكومية يستلم المسئول ملايين بينما الموظف لا يجد حتى نصف راتب بانتظام حتى اذا كان معه راتب فإنه لايكفي لسد احتياجاته
وبالتالي فإن التصرفات التي يقوم بها من التهبش على الناس يبررها بلقمة العيش وكم نشاهد يوميا في كل النقاط الأمنية واقسام الشرطة والجولات والشوارع من يخالف ويكسر الأنظمة ويعبر مباشرة دون أن يتم محاسبته لأنه يدفع ثم يعبر
ولأن شعار هذه النقاط والجولات ادفع واعبر على طول وعندما تشاهد الفوضى في البناء والمطاعم والفنادق والبوفيات والأسواق نتأكد بأن السبب أن كل هؤلاء المخالفين يدفعون للموظفين المقابل ثم يعبرون ..
هل يمكن ان تعمل الدولة والحكومة إذا كان ثمة نية حقيقية على معالجة أوضاع موظفيها في كافة الأجهزة وخاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بالمواطن ومن ثم محاسبة كل من يثبت أنه يأخذ فلوس من المواطن مقابل السماح بكسر الأنظمة واللوائح والقوانين ؟ ..
وهل يمكن أن تطبق الحكومة المثل الشعبي " اشبعه واتبعه " لتحقيق العدالة الاجتماعية وتطبيق النظام والقانون ؟
وهل الفوضى التي نشاهدها ونلمسها في بلادنا مقصودة من اجل بقاء واستمرار المصالح أو بمعنى أنها الفوضى الخلاقة لكسر القانون والنظام ؟
وهل تعرفون ان إيرادات بعض أجهزة الدولة والحكومة ومؤسساتها بالمليارات يمكن أن تحل مشكلة الموظفين الذين يتعمدون إبقاء الفوضى لانهم يستفيدون منها ؟
فهل وصلت الرسالة وسيتم معالجة وتحسين أوضاع الموظفين ومحاسبتهم على أي تقصير ؟
ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى شعار حكومة صنعاء وموظفيها " ادفع واعبر " ؟؟؟ ...