عن معركة المصير " النطفة المجهولة"

يتحدث اليوم إعلام جماعة الحوثي وأنصار صالح عن معركة المصير في اليمن ، وبالمقابل يتحدث إعلام الحكومة والمليشيات المقابلة عن معركة مصير الجمهورية والدفاع عنهاويتحدث السواد الغالب من اليمنيين عن مصير وطنهم ومصير راتبهم المغفور له بإذن الله
وفي الحقيقة اننا فعلاً بحاجة لمعركة مصير لكنها من نوع مختلف لما يفكر به كل التيارات السياسية الموجودة في اليمن فعلى سبيل المثال :
معركة المصير بالنسبة لجماعة الحوثي تتمثل بضرورة الإيمان بقداسة النطفة التي قال عنها الإمام علي " مال ابن ادم والكبر فان اوله نطفة مذره وأخره جيفة قذره " لكن بالنسبة لجماعة الحوثي فالإيمان بقداسة النطفة هو محور التصنيف بين المؤمن والمنافق بين الوطنية والخيانة بين الإعتدال والتطرف وامام المواطن خيار واحد ان يؤمن بقداسة النطفة او الفرز على قائمة داعش في سجلاتهم.
وكذلك معركة المصير بالنسبة لصالح فهو الإيمان بزعامته وزعامة أحمد من بعده ، لا يختلف صالح وانصاره عن الحوثي في قداسة النطفة الا بفارق زمني يمتد فقط 1400 سنة. ، فصالح فقط يؤمن بقداسة نطفة عفاش وشجرته المقدسة.
اما فيما يتعلق بالحكومة فإن القداسة تتجاوز التصنيفات لتتحول معركة المصير فيما يتعلق بهادي الى معركة من اجل مصير جلال  ومستقبلة والعابه وكل هوياته بالعبث وهي بالنسبة لحميد الأحمر وأنصاره هي معركة المركز المقدس الذي يتدثر بالنطفة من تحت ستار القبيلة حيناً والدفاع عن الجمهورية حيناً اخرلكنها ليست جمهورية بمفهومنا لكنها جمهورية وفقاً لمقاييس الشيخ والرعوي وفقاً لسياسة الفيد ان تكون الجمهورية فيد لهم والمواطن مجرد عامل او شحات في ابوابهم .
اما بالنسبة لحزب الإصلاح والمليشيات القاعدية فمعركة المصير هو الإيمان بالأصنام التي صنعت في حلقاتهم وادبياتهم ويجب عليك ان تؤمن  بحسن البناء وصي على دينك والزنداني موجهاً لك الى الله وطبيباً كعيسي يبرىء كل شي والايمان بعلي محسن قائد عسكري من الملائكة المسومين واليدومي قائد سياسي لا ينطق على الهوى واردوغان سادس للخلفاء.
وفي خضم هذه المعارك لا توجد مساحة في قلوبهم للايمان باليمن او شعبه اومعاناته ، ولا مكان بينهم وبين صفقاتهم وحوارتهم لاصوات اليمنيين الذين يبحثون عن هويتهم الممزقة وعن لقمة عيشهم التي سرقها كل هذا الطابور من النطف المذره.
في نشوة هذه المعارك لا يبالي طرف أن يقتلك لاجل خلافات تمتد منذ 1400 عام ولا يبالي الطرف الأخر أن يبتسم وطائرات الــ اف 16 تقصف منزلك وهو يطلق اهازيجه طرباً.
في نشوة هذه المعارك لا يلتفت الحوثي الذي نهب كل موارد الوطن الى مجاعة تكاد تفتك بالوطن ولن تلتفت الحكومة التي تتمايل في ممرات الفنادق الخمسة نجوم لمعاناة الطلاب في الخارج.
في نشوة هذه المعارك يجب عليك الا تتحدث عن راتبك فانت بنظر الطرفين خائن وعميل ولكن عليك ان تتفرج عن نثريات سفر وفود الحكومة والتي تجاوز نثريات ابن وزير خارجيتها في2016م ما يقارب 600 الف دولار وتجاوزت نثريات حمزة الحوثي ما يعادل 750 الف دولار ، عليك ان تصمد وتصفق في معركة مصير النطاف المقدسة.
في نشوة هذه المعارك علينا ان نوجه نداء لكل ابناء اليمن ان معركتنا كيمنيين تختلف عن معارك النطاف ، انها معركة الهوية اليمنية الاصيلة ، معركة الحقوق ، معركة الكرامة من اجل وطن يحكمة قوة القانون لا قانون القوة.