مابين التفويض و التغيير الجذري ..… كيف أحبط سبتمبر خطة المرشد؟

عكف ضباط ومستشارو الحرس الثوري العاملين في اليمن لمدة ستة أشهر من العمل المتواصل للخروج بصيغة حكم تنسف النظام الجمهوري وتأسس لنظام المرشد في اليمن كي تصبح اليمن الدولة الأولى فعليا" التي تتبنى نظام الثورة الإيرانية.

احُكمت الخطة وكان لابد من التهيئة لها إعلاميا" والترويج لها والتفويض المطلق دون معرفتها أو معرفة تفاصيلها وكان لابد من إستخدام وإستثمار أي زخم ثوري أو ديني أو مناسبة لتمريرها

طل زعيم الجماعة وأعلن أن ذكرى المولد النبوي سيكون موعدا" لإعلان التغييرات الجذرية وكالعادة كانو يرغبون بتمرير الصفقة السياسية في تلافيف المناسبة الدينية، فكما عهدهم الشعب اليمني ينادون للإحتفال بالرسول ثم لا يلبثون أن يتم استغلال ذلك سياسيا" فيتحول محمد (النبي ص) ومولدة الى صفقة إستغلالية للتحايل والنصب على الشعب اليمني.

كانت التغييرات الحذرية التي اشرفت عليها طهران مباشرة تقتضي الغاء منصب رئيس الوزراء وربطه بمنصب الرئيس، والغاء مجلس النواب والشوري ودمجة بمجلس واحد هو مجلس الشورى والغاء ما اسموه المجلس السياسي وتوسيعة وتحويله الى مجمع تشخيص النظام و إستحداث منصب المرشد ليكون لعبدالملك  والغاء التعددية الحزبية واستبدال التعددية السياسية بالهوية الإيمانيةناهيك عن تغييرات تطال العلم والنشيد الوطني و هيكلية الوزرات و المؤسسات وتحويل الحرس الوقائي الى ما يشبه الحرس الثوري كذراع حاكمة خفية.

كل تلك الأماني التي رسمت وصممت في طهران وصفق لها شيعة الشوارع ووافقو عليها اكتملت منهجيتها وفي انتظار المولد النبوي كي يتم تمريرها وإستغلال الحشود المحتفلة بالنبي لاعتباره تأييد شعبي (فمعظم كذبهم وشعاراتهم تم تمريرها في مولد النبي منذ 2013 والى اليوم ، حتى تحول المولد الى كابوس صراع في هوية الدولة اليمنية وثوابتها) فضلا" عن دورات ولقاءات مكثفة لتعزيز الفكر الطائفي ومسح الهوية اليمنية واستبدالها بهويات مستوردة يتم قولبتها بمصطلحات دينية مزيفة.

لكن لعنة ال26 من سبتمبر كانت بالمرصاد، لم يكن يدرك الغازون الجدد الذين حاولو مسح أثر الثورة الخالدة واماهتها في المولد النبوي وتحويل ال26 من سبتمبر  الى مناسبة يتيمة واهانتها واهانة ثوابتها لم يكن ليدركو بعد أن الشعب حي وأن ثورة السادس والعشرين لا يمكن لدورة أن تمحوها أو فكر دخيل أن يسرقها.

في ليل السادس والعشرين من سبتمبر بينما كان جرذ الكهف يتدرب على خطابة الذي سيغير فيه وجه الجمهورية، خرج الناس من الأجداث سراعا" وهبو بالدفاع عن ثورتهم فبهت الذي كفر بالسادس والعشرين من سبتمبر وهبت اليمن حاملة أعلام الوطن تزأر غير ابهة بآلة القمع أو  جنون التصرفات.

انه الشعب لا صوت يعلو فوق صوته، وقد كانت رسالته حاسمة فأجتمع خبراء طهران و مران و زنابيلهم وقررو التراجع عن التغييرات الجذرية ليطل عليهم جرذ الكهف من مخدعه في يوم المولد وهو يلفظ خيبته وتموت احلامه.

اذا" كيف نلملم الفضيحة، هل سمعتم بإقالة للحكومة ثلاثة مرات، هي إقالة وليس طلاق بائن، هذا التخبط يعيد للذاكرة مفهوم الخيارات الإستراتيجية ويثبت أن القطيع الذي صفق لخيارات الجوع والموت وانقطاع الرواتب سيصفق للتغيرات الجذرية التي لن تكون سوى مسرحية هزلية بفضل يقظة الشعب اليمني الذي جعل من خطابات جرذ الكهف (سراب بقيعه) .

فهل تتعلم يا عبد طهران و جرذ مران، أم تنتظر الصيحة!؟