Logo

المؤتمر القومي العربي… النخاسة الإيرانية

منذ عام 2012 بدأت طهران تتسلل بهدوء إلى قلب المؤتمر القومي العربي من خلال دعم شخصيات إيرانية الهوى، قومية القالب والانتماء الحزبي. حصل ذلك في ظل الانشغال بالربيع العربي وضعف التمويل لهذه المؤسسات، مما شكّل فرصة سانحة للانقضاض الإيراني عليها.

تلا ذلك في عام 2014 أن أوعزت طهران لتلك الشخصيات التي تم تجنيدها بقبول الأحزاب والفصائل الإسلامية الشيعية والسنية في جسد المؤتمر القومي العربي تحت أكذوبة أنها فصائل مقاومة، فضمت بين دفّتيها (حزب الله، وحماس، وأحزابًا أخرى)، واستكملوا ذلك بانضمام الحوثيين في عام 2015.

كان حينها أعضاء المؤتمر القومي العربي، وبالتحديد الأمانة العامة، يبحثون عن التمويل العام والشخصي أكثر من بحثهم في مسائل الانضباط والعمل القومي، فكانت طهران الأجزل عطاءً، والأكثر دفئًا لهم.

تلا ذلك سيطرة التيارات الإسلامية المدعومة من طهران على القرار في المؤتمر القومي العربي وهيئاته، وابتداع مؤتمر جديد مفرَّخ عنه حمل الصفة العربية والإسلامية إلى جانب هذا، فاتخذوا من طهران مموّلًا، ومن قناةالميادينمنبرًا، ومن بيروت أو دمشق مكانًا لتحليل الفضيحة لا أكثر.

خلال هذه الفترة وحتى اليوم، عملت طهران على استخدام المؤتمر القومي العربي كمنصّة سياسية لأجندتها، وتلاعبت بالوجوه فيه كرقعة شطرنج، وتحكمت بكل تفاصيل الاختيار، وفرضت عن طريق ذراعهاحزب اللهكل من تريد.

وتحوّل أولئك الكهول الكالحون في الأمانة العامة إلى مجرد ديكورات وهمية لا تمت إلى القومية بصلة، واستخدمت معهم المخابرات الإيرانية الأموال والنساء وكل ما يمكن تصوّره، حتى أصبح حمدين صباحي بوقًا من أبواقها ينفّذ سياستها بكل طاعة وخنوع.

ولعل الفضيحة الأخيرة بحديث الحوثي المباشر للمؤتمر هي الحصيلة لفضيحة القاع التي لم يترك صباحي لها تفسيرًا آخر، سوى سيلٍ من اللعنات التي ستلاحقه وتلاحق الأمانة العامة لأجيال قادمة.