الإصلاح اسيراً للمرشد وخلية إسطنبول

أثارت خطابات وبيانات حزب الإصلاح بمناسبة ذكرى التاسيس تساؤلات كثيرة لدى متابعي الشأن اليمني.

فالحزب الذي يعيش ازمة انفصام الموقف منذ الأزمة الخليجية مع قطر ، يعيش اليوم وضعا" معقدا" بين توجيهات مرشد الإخوان بضرورة الوقوف مع قطر وتركيا وبين مواقفه من التحالف العربي في اليمن.

وعلى الرغم من التكتيك الذي اتبعه الحزب بالمراوغة وتوزيع الأدوار منذ بداية الأزمة الخليجية ، اذا عمل على توجيه القيادات من الصف الثاني الشبابية والإعلامية والناشطين لمهاجمة التحالف وبالتحديد السعودية والإمارات وتبني الموقف القطري وفوض هذا التيار ايضا او ما يعرف " بخلية اسطنبول " بتبني المواقف التركية والقطرية و بالتقارب مع الحوثيين ومساندتهم اعلاميا وحقوقيا واثمرت هذه التقاربات التي تمت في تركيا وتونس وقطر الى تقارب حوثي اخواني افضى الى تجميد بعض الجبهات العسكرية لتخفيف الضغط على الحوثيين والتنسيق الاعلامي والحقوقي واثارات المشاكل والنعرات و خلخلة الامن في المحافظات المحرره.

فقد عمل التيار الأخر من الإخوان " القيادات الراديكالية " على ممارسة دور مشبوه ينطلق من " التعاون ظاهريا مع التحالف وباطنيا" مع قطر وتوجههاتها"

بيد انه في الأونة الأخيرة انسجم الخطاب واتفق في المضامين مع خطاب وتوجهات خلية اسطنبول وهو ما ظهر جليا في بيانات التأسيس التي اظهرت لغة منسجمة في العديد من النقاط مع التوجهات القطرية التركية، حتى الإشاده بموقف التحالف العربي ودوره في اليمن كان على استحياء في بيان اليدومي الذي تجاهل الكثير من دور التحالف و اسهب بالحديث بسلبية حول المحافظات الجنوبية والوضع الحقوقي في حين كان بردا" وسلاما" على الإنقلابيين والانتهاكات الحقوقية في مناطق سيطرتهم ولا ادري ان كان اليدومي بحاجة للتذكير ان رفيق دربه محمد قحطان لا يزال مصيره مجهولا" في اقبية السجون السرية الحوثية.

هذه السلبيات التي ظهرت واضحة وجلية في خطابات وبيانات التأسيس ليس لها مبررا" او تفسير سوى ان التقارب الحوثي الإخواني وصل الى مرحلة متقدمة وان خلية اسطنبول هي المتحكمة بقرارات الحزب ومواقفة وان القيادات الراديكالية لم تعد سوى اصنام غير قادرة على ضبط ايقاع الحزب ومواقفه.

لذلك لابد للتحالف العربي اليوم وعلى وجه التحديد السعودية من اعادة تقييم الشراكة مع حزب الإصلاح انطلاقا" من واقع الميدان والجبهات والمواقف والولاءات المصيرية غير الموجهة، ما سوى ذلك فان الإصلاح سيطور مهارات المكر والخداع التي اكتسبها في مسيرة 28 عاما" ليوجه طعنة مرتقبة للتحالف ، قد تشكل رصاصة الخاصرة ، وحينها ستكون الدوحة واسطنبول حاضرة في عرس جماعي بنهم او صرواح او تعز.