سلطنة عمان، نهج الحكمة يغيظ دعاة الفتنة

في ظل تعقيدات الأزمة اليمنية يبدو التعامل معها امر صعب ، كما يبدو الحياد فيها ضرب من المبالغة في ظل الفرز الداخلي للمجتمع والذي يزداد وضوحا" مع اطالة امد الأزمة.

هذه التعقيدات تبدو ايضا صعبة حتى على المستوى الإقليمي والدولي في ضوء الصراعات الإقليمية والدولية الحاصلة في المنطقة.

وعلى الرغم من كل هذه الإصطفافات المعلنة وغير المعلنة استطاعت سلطنة عمان ان تحافظ على قدر من الحياد على الرغم من كونها عضو في مجلس التعاون الخليجي.

هذا الحياد وهذه السياسة الحكيمة التي قد لا تروق لبعض الأطراف المحلية والإقليمية في هذه البقعة الملتهبه بالصراعات جعلت من سلطنة عمان " سويسرا العرب " اذا استطاعت السياسة الحكيمة التعامل بقدر من المسؤولية الإخلاقية والإجتماعية تجاه قضايا المنطقة والإقليم.

فمثل ذلك وسيطا" ايجابيا" مقبول في المنطقة وهو امر ضروري للخليج والعالم لاسيما ان الدور الإيجابي ظهر واضحا" في كثير من الملفات المعقدة في الشرق الأوسط.

وفي اليمن استطاعت السلطنة ان تحافظ على دور اخوي مقبول من كافة الأوساط ومثلت عمان منفذا" وحيدا" لليمنيين الى العالم ، ففي مسقط او صلالة في المطار او الجامع تجد اطياف المجتمع اليمني المتناحرة وجها" لوجه تزول بينهم الأزمات وتظللهم سماء مسقط ، لاتفرق بين احد منهم طالما يلتزمون بقوانينها.

هناك لاتستغرب ان اجتمع ابن صعدة وابن تعز وابن حضرموت والمهرة وتذوب بينهم المذهبية والطائفية والخصومة والعداء وفي اروقة مشافي السلطنة قد لا يفصل بين الاعداء سوى جدار غرفة مجاورة او سرير مقابل ، فجميعهم يحضون بالرعاية والعناية كأسنان المشط.

لذلك لا تستغرب ابدا" اذا وجدت السلطنة وقيادتها وسلطانها محط اجماع ومحبة في قلوب ابناء اليمن وكذلك شعوب المنطقة والعالم.

وحدهم من يبيعون الماء في احياء السقائيين هم من يسلطون اقلامهم وسهامهم المسمومة للنيل من مواقفها ، وهذه الاقلام المسمومة لا تنطلق من مصالح الوطن بقدر مصالحها الشخصية التي لم تستطيع ان تمررها هناك.

فبين حين واخر تجد تلك الاْصوات النشاز الذين يهرفون من خلف الحدود رغبة منهم في اغلاق اخر منافذ النور في وجه اليمن.

فهل ستبقى مصلحة اليمن وابنائها اولوية للجميع ام ان مراهقي السوشيال ميديا سينجرون خلف البخيتي والمسوري للنيل من مواقفها بذرائع شخصية لم تعد تخفى على احد.