قطر، عشرون عام من صناعة الشر

لم يعد هناك مكان في الوطن العربي الا واصابته سموم قطر وشر ادواتها، تلك هي سياسة الاسرة الحاكمة في هذا البلد العزيز منذ عشرون عام.

عشرون عام توارت فيه قطر خلف اقنعة كثيرة وتسللت الى الواقع الاجتماعي بصور متعددة كانت في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، فصنعت خلايا الاخوان المتطرفة وساعدتها ومولتها بطرق شتى ووراء كل خطوة نية تدميرية للوطن العربي واهداف تتحقق للتنظيم الدولي.

ولانه من الصعب انذاك اوفي تلك الفترات كشف كل تلك الاقنعة والابتسامات المزيفة التي حذرنا منها منذ ان تدخلت قطر في السودان فمزقته وتدخلت في العراق فشرذمته وتدخلت في اليمن فاعطت للمليشيات غطاء قانوني وتفاوضي ودعم مالي غير محدود.

هذا الوجه التدميري الذي كان يلبس قناع الوساطات حينا وقناع التنمية والاغاثة احيانا اخرى، ظهر لونه الحقيقي وكشف حقيقته في 2011م كجزء من المخطط التدميري للوطن العربي.

حيث عملت قطر على صياغة ربيع تدميري للإمة تحت مبررات واهية وشعارات مصطنعه تنطلق من خطة "حمد - ليفني" والتي شكلت الخطة التنفيذية لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي سطر حروفه الاولى "كوندليزا رايس"

وخلال سبع سنوات من الأزمات التي عصفت بالوطن العربي وتم تمويلها باموال قطرية ودعم اعلامي ولوجستي قطري واقليمي فامتد الخراب والدمار لسورية والبحرين و ليبيا واليمن ومصر وغيرها، ولم يعد امام هذه الاسرة القطرية الحاكمة الا ان تظهر احقادها الدفينية تجاه الوطن العربي لاسيما مع تكشف مخططاتها تجاه دول الخليج ومصر وادت الى ما سمي ازمة المقاطعة والتي اظهرت حقائق كثيرة لسنا بصدد سردها.

بيد ان المثير للاستغراب ويدعو للتساؤل هو التناقض الكبير بين التصريحات المعلنة وبين الممارسة الفعلية للسياسة القطرية ولعل تصريح تميم في مجلس الشورى يبرز هذا التناقض في ابهى صورة اذ اورد في خطابة " ان امن واستقرار دولنا الخليجية والعربية لن يتحقق عبر المساس بسيادة الدول او التدخل في شؤونها الداخلية"

وتناسى تميم التدخلات القطرية السلبية بكل شؤون الدول العربية، والاغرب من ذلك ان يتزامن هذا التصريح مع التدخلات القطرية في البحرين قبل ساعات من خطابه وتعرض قطر لقضايا داخلية بحرينية تمس القضاء البحريني وتشكك فيه وكذلك التدخل الفاضح في ملف خاشقجي وفي ملف الازمة اليمنية وهو ما يوحي بحالة الانفصام الواقعية بين الطرح النظري والممارسة الفعلية للسياسة القطرية في المنطقة، او ان تميم مغيب تماما عن الممارسة الفعلية للسياسة والتدخلات القطرية في المنطقة وان اللوبي الذي يقوده عزمي بشاره هو المتحكم الفعلي بالسياسة القطرية وهو ما يضع اجابات كثيرة لما ورد في خطاب التناقض اليوم، ويضع التساؤلات الكبيرة امام ما ورد فيه وامام التدخلات القطرية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.