مع تزامن الهجمات الإرهابية، هل ستغير السعودية سياستها في اليمن؟

تزامنت الهجمات هذه المرة، الإرهاب يضرب في عدن وأبين والدمام وفي كل مكان يمكن ان تصل اليه يديه.

تختلف الاسماء والمسميات وتتفق في النهاية بالهدف؛ وتتكامل في رسم المخطط، والضحية في الدرجة الأولى اليمن، وأمن المنطقة والأقليم والممرات الحيوية.

بالأمس شمر الحوثي والقاعدة عن ساعديهما وامتدت الى كل مكان لتزهق الأرواح والأنفس، والجميع منهمك في وضع الأولويات وتباين الرؤى وفريق اخر يرقص في اسطنبول على وقع الدماء التي تنزف، وفي كل مرة يزداد الخلاف فيها والتباين يزداد الخصم قوة ويتسلل الى الصفوف ليضرب ضربته ويبطش بطشته.

مؤسف جدا" ان تكون خمس سنوات من الحرب غير كافية لتعلمنا الدروس وان تضيف خلافتنا في هذه السنوات فرص اخرى كي ينهش فيها العدو ما تبقى من اجسادنا الممزقة.

فهل عجز التحالف واصبحت حدود قدراته عند هذه النقطة؟

ام ان الصورة غائبة ومغيبة عن التحالف ولم يتمكن من تقييم الواقع تقييما سليما؟

وهل كان لهذا التغييب ارتباط بالمصالح الشخصية وغياب لمصالح الدول الأقليمية؟

ام ان الإرتباطات التجارية والفساد المالي في بعض الملفات احال دون وضوح الرؤية لدى مراكز القرار؟

كثيرة هي الأسئلة المعقدة والشائكة التي تخطر على بال المتابع للشأن اليمني والتي تحتاج الى تفسيرات دقيقة وعميقة بعيدا" عن الإرتباطات والمجاملات و التوصيف.

لكن السؤال الأكثر تعقيدا" في المشهد اليمني الحالي يدور حول الارتباطات المشبوهة في علاقة السفير السعودي في اليمن محمد ال جابر مع حزب الإصلاح، وبالتحديد مع القيادي بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين د عبدالله العليمي لاسيما انها علاقة تتجاوز الملفات الشخصية والتجارية الى مرحلة لم يعد قادر فيها ال جابر النظر الى اليمن الا من خلال عيون العليمي ومن منظاره.

فمتى سيدرك السفير ما يحدث في اليمن؟

وهل قرأ ما حدث يوم امس في اليمن والدمام جيدا"؟!

وهل سيقوم بنقل الصورة للملف اليمني بعيدا" عن عدسة الإصلاح ورؤية الإخوان المسلمين؟

اسئلة تحتاج للكثير من المواقف وتحتاج الى قرار جرئ يتجاوز حالة المصالح التجارية الى حالة التقييم الفعلي للأهداف التي قدم لاجلها التحالف في اليمن.