حسن سامي يوسف... وداعاً أيّها «المعلّم»!

 رحل الكاتب والسيناريست الفلسطيني ــ السوري، حسن سامي يوسف (1945 ــ 2024)، في دمشق عن عمر ناهز الـ 79 عاماً، وفقاً لما أعلن ابن أخيه وليد يوسف في منشور على فايسبوك من دون ذكر السبب.
 
وُلد يوسف في قرية لوبية الفلسطينية عام 1945، وانتقلت أسرته عقب نكبة 1948 إلى لبنان ثمّ إلى سوريا حيث استقرّت في عاصمتها، حيث تلقّى تعليمه في مدارس «الأونروا» ثمّ في ثانوية «عبد الرحمن الكواكبي». 

دائماً ما قال إنّه «لم أنعم بأية طفولة»، ولا سيما أنّ والده تُوفي وهو في السابعة من عمره.

حاز شهادة الماجستير من «المعهد العالي للسينما» في موسكو في عام 1973، قبل أن يعود إلى دمشق ويُعيّن رئيساً لدائرة النصوص في «المؤسسة العامة للسينما». 

كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلة «الحياة» السينمائية، وأسهم مع عدد من الشبّان الفلسطينيّين في تشكيل فرقة «المسرح الوطني الفلسطيني» التي قدّمت عروضاً كثيرة على خشبات العواصم العربية.
 
فتح له أخوه الأكبر الناقد يوسف يوسف أبواب القراءة والشعر، بدعمٍ من الشاعر شوقي بغدادي. أصدر روايته الأولى «فلسطيني» في عام 1987. 

ومن بين أعماله الشهيرة رواية «على رصيف العُمْر» (دار ورد ــ 2021). كتب نحو 20 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً، منها حوار فيلم «بقايا صور» (إخراج نبيل المالح، 1973)، وسيناريو وحوار «الاتجاه المعاكس» (إخراج مروان حداد، 1975) و«غابة الذئاب» (إخراج محمد شاهين، 1977)، 

فضلاً عن قصّة فيلمي «حب للحياة» (إخراج بشير صافية، 1981) و«قتل عن طريق التسلسل» (إخراج محمد شاهين، 1982).

كما وضع المعالجة الدرامية لأفلام «حبيبي يا حب التوت» (إخراج مروان حداد، 1979)، و«الطحالب» (إخراج ريمون بطرس، 1991) و«صعود المطر» (إخراج سليم تركماني، 1995)،

 وعمل مستشاراً درامياً لأفلام عدة، منها «نجوم النهار» (إخراج أسامة محمد) الذي صُنّف ضمن أفضل 100 فيلم عربي في تاريخ السينما العربية في «مهرجان دبي السينمائي» لعام 2003.

وفي الدراما السورية، كتب الراحل سيناريوات لاقت نجاحاً لا مثيل له، مثل مسلسلات «نساء صغيرات» (إخراج باسل الخطيب، 1999) الذي استند إلى رواية له باسم «فتاة القمر»، و«أسرار المدينة» (إخراج هشام شربتجي، 2000)، و«زمن العار» (إخراج رشا شربتجي، 2009)، «الندم» (إخراج الليث حجو، 2016) المستند إلى روايته «عتبة الألم»، وغيرها.

في رصيد حسن سامي يوسف جوائز عدّة نالها في مهرجانات عربية ومحلية، منها «أفضل سيناريو» عن مسلسل «نساء صغيرات» في «مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون» عام 1999.

طوال حياته، رأى «أبو علي» كما أحبّ أن يناديه أصدقاؤه رغم أنه لم يذق طعم الأبوة، أنّه سوري في المقام الأوّل، من دون أن ينفي أو يتهرّب من فلسطينيته. بل على العكس، كان يقول: «كلّ الأحلام ضائعة، وكلّ الطموحات مفقودة، ما دام الوطن مفقوداً».

 وفي روايته «عتبة ألم» التي جسّدت سيرته الذاتية، ذكر أنّ «فلسطين أرضٌ سورية تمّ اغتصابها بمؤامرة كونية فريدة من نوعها في تاريخ البشر. هذا ما أؤمن به وهذا ما لا أجادل فيه، كنت وما زلت وسأبقى مؤمناً بأنني سوري أعطوه اسم: فلسطيني».

إمكاناته العظيمة في الكتابة الروائية والفنية جعلت محبّيه يلقّبونه بـ «المعلّم».

 فوداعاً أيّها المعلّم!