رواية عن التغريبة والشتات تمنح اليمني الرقيمي جائزة "كتارا"
مثل فوز الروائي الشاب حميد الرقيمي بجائزة كتارا للرواية العربية فرصة لإعادة التعريف بالمبدعين اليمنيين الذين غيبتهم أعوام الصراع الدامية وما شهدته فترة الـ11 عاماً الماضية من غياب للأعمال الأدبية البارزة كتعبير جلي لمآلات واقع البلد الصعب.
أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي في قطر "كتارا" أمس الخميس، فوز الرقيمي بجائزتها للرواية العربية في دورتها الـ11 عن روايته "عمى الذاكرة" ضمن فئة الروايات المنشورة، خلال حفل أقيم في العاصمة الدوحة،
كشفت فيه عن أسماء الفائزين في الفئات المختلفة للجائزة، والتي ضمت 53 عملاً أدبياً موزعاً على ست فئات هي الروايات المنشورة، وغير المنشورة، وروايات الفتيان، والروايات التاريخية، والرواية القطرية، والدراسات النقدية.
مرافعة عن اليمني
عن فحوى الرواية يقول الكاتب الرقيمي إنه أراد أن يشكل العمل "مرافعة إنسانية في وجه الظلم كوننا نعيش تغريبة منسية وحالاً من الشتات، من دون أن يلتفت لليمني أحد، فكان لا بد أن أكتب عن هؤلاء المنسيين والمعذبين".
يؤكد أن فكرة الرواية "تقوم على الهوية والبحث عن الذات وصراع الإنسان مع واقعه، وتحفل بثيمات كثيرة منها الحرب والهجرة وتفاصيل حاولت أن تجسد رحلة كثير من شباب هذا الجيل، في ظل الواقع الذي يعيشونه".
ويعد حميد الرقيمي واحداً من الأدباء الشبان في بلاده، سبق وأصدر روايتين هما "حنين مبعثر" و"الظل المنسي"، لتكون رواية "عمى الذاكرة" ثالث أعماله الأدبية التي نالت ثقة الجائزة البالغة قيمتها 30 ألف دولار.
خارج التوقع
ومع ما يعتمل في بلاده من أحداث سياسية ملتهبة، يقر بأن ظروف اليمن "محفزة للكتابة وواقعها فرصة غزيرة للعمل الروائي"، ولهذا جاء الإصدار مرتبطاً "باليمن وواقعه الصعب والتحولات التي شهدها، مع التركيز كثيراً على الإنسان والمجتمع وما يدفعه الناس وهم بعيدون عن وسائل الإعلام وهي متخففة من الحمل السياسي".
بخصوص توقعات الفوز قال الرقيمي إنه جاء "مصادفة، وفوز الرواية التي استغرق إنجازها ثلاثة أعوام هو تقدير للعمل والأدب اليمني".
وأضاف "كتبت هذا الإصدار في أوقات صعبة من الألم وذروة اليأس، لكنني اليوم هنا، في المكان الذي لم أتخيله يوماً في الدوحة، المدينة التي حلمت أن أكون فيها معلقاً رياضياً في طفولتي ومذيعاً تلفزيونياً خلال أيام دراستي الجامعية، لكنني اليوم هنا على السجاد الأحمر، فائزاً ومكرماً وبطلاً".
يشار إلى أن "كتارا" اختيرت من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" عام 2023، لتصبح مدينة للرواية العربية بناءً على طلب من المؤسسة العامة للحي الثقافي بقطر، وتعد جائزتها واحدة من أهم الجوائز الأدبية في الوطن العربي.
توفيق الشنواح
صحافي يمني