ماذا سَيَصنَعُ شاعِرٌ بِمِدَادِهِ

ماذا سَيَصنَعُ شاعِرٌ بِمِدَادِهِ

لِيَشُدَّ ظَهرَ الجُوعِ عَن أولادِهِ؟!

.

كَفَّاهُ كَفٌّ تَتَّقِي إِخفَاقَهَا

مِنهُ, وأُخرَى اللَّومَ مِن نُقَّادِهِ
.
وهُوَ المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ قَصِيدَةٍ
كَفَرَت بهِ, وبِحَرفِهِ, وجِهَادِهِ
.
مَن ذَا إذا مَا حَاصَرَت أورَاقَهُ
نِـيرَانُهَا يَسْعَى إلى إخمَـادِهِ؟!
.

مَن ذَا سَيُـدْرِكُ مَا يُخَـبِّئُ صَدْرُهُ
هَذا المُعَلَّقُ كالمَسِيحِ بِضَـادِهِ
.
هذا الذي الأوطـانُ بَعضُ جِـراحِهِ
والهَـمُّ فِـي الثَّقَـلَينِ مِن رُوَّادِهِ
.
.
.

كَم شَاعِرٍ فِي الأَرضِ أحرَقَ عُـمرَهُ

حُزْنًا على مَن أوْلَمُـوا بِرَمَـادِهِ

.

وعَلَـى الجِيَاعِ المُدْقِعِينَ, وكُلُّهُم

لا يَعْدِلُونَ خَصَاصَةً بِفُؤادِهِ

.

هُوَ ذا يَنَامُ ولا يَنامُ, وقَلبُهُ

يَجْتَرُّ حَسْرَتَهُ كَيَوْمِ حِدَادِهِ

.

هُوَ ذَا يَمُوتُ ولا يَمُوتُ, كأَنَّـهُ

دَيْنٌ تَكَفَّلَ حُزنُـهُ بِسَدَادِهِ

.

هُوَ ذَا كَأَنَّ اللهَ حِـينَ اختَارَهُ

لِلشِّعْرِ.. حَمَّلَهُ هُمُومَ عِبَادِهِ