لماذا تستمر الأنظمة العربية وكيف تتغير؟

 صدر حديثاً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" الطبعة التاسعة من كتاب "النظم السياسية العربية: قضايا الاستمرار والتغيير"، للدكتور علي الدين هلال والدكتورة نيفين مسعد.

يحاول هذا الكتاب، الذي يتألف من فصلين فضلاً عن المقدمة والخاتمة، التعريف بأهم خصائص النُظُم السياسية العربية، كجزء من مجموعة الدول النامية وكمجموعة متمايزة في حدّ ذاتها. ويتناول في هذا السياق القضايا التي تتعلق بالتطور الديمقراطي، والتنمية الاقتصادية، والتكامل القومي، والاستقلال السياسي، بعضها قضايا تنطوي على جوانب عامة مشتركة بين عموم الدول التي تمر بالمرحلة نفسها من مراحل التطور السياسي، التي تُعرف بـ"المرحلة الانتقالية".

ولكن في الوقت نفسه، يشير التحليل إلى أنّه بالتطبيق على المنطقة العربية، تجد هذه القضايا ما يميزها، بالنظر إلى الظروف المميِّزة للمنطقة على مستوى الخبرة التاريخية، وثقافتها السياسية، وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

وبقدر ما تعبر خصائص النُظُم السياسية العربية عن مزيجٍ بين ما هو عام وما هو خاص، تجمع بين عناصر الاستمرار وعناصر التغيير. بمعنى أنّه مع الإقرار بأنّ النُظُم العربية تختلف اختلافاً كبيراً عنها في اللحظة التي حصلت فيها على استقلالها، إلا أنّها ما زالت تحمل معها الكثير من سمات هذه الخطة، فقضايا الخلافة السياسية، والهوية، والحركات الإسلامية هي نماذج لهذه القضايا المستمرة، التي تدخل بها النُظُم العربية الألفية الثالثة، والتي تميّز تطورها في حدود الأمد المنظور.