رمضان في اليمن.. روحانية الأماكن وتاريخ من العادات

 يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن، ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه وممارسة العديد من الأنشطة والطقوس، التي تضفي سنوياً على الحياة الرمضانية ايقاعاً مختلفاً وروحانية فريدة مستمدة من ولع المواطن اليمني بتراثه الشعبي وتاريخه الممتد إلى آلاف السنين.

ويتردد المواطنون في العاصمة صنعاء، في مساء كل يوم على مدينتها القديمة وهي واحدة من أقدم المدن التاريخية، كما يتجولون في أزقتها وبساتينها وأحيائها.

ويعد الجامع الكبير في صنعاء إحدى الوجهات المميزة التي يزورها المواطنون خلال رمضان ويقيمون فيها العديد من الطقوس المتوارثة منذ زمن بعيد.

وتمضي الحياة الرمضانية في مدينة تعز القديمة وسط البلاد بإيقاع مختلف حيث يتوافد إليها عصر كل يوم رمضاني المواطنون من مختلف أنحاء المدينة، ويتجولون في أسواقها القديمة ومساجدها الأثرية التي شيدها حكام الدولة الرسولية، ويمارسون العديد من الأنشطة والطقوس المتوارثة.

وتقع مدينة تعز القديمة على مشارف قلعة القاهرة التاريخية وسفح جبل صبر ثاني أعلى قمة في اليمن بعد جبل النبي شعيب في صنعاء، وعرفت قديماً باسم عدينة، وفي أواخر القرن السادس الهجري/ القرن الثاني عشر الميلادي عرفت باسم تعز، كما اتخذتها الدولة الرسولية عاصمة لحكمها خلال الفترة (626-858 هـ/1226-1454 م).

وتعد زيارة المدينة القديمة في تعز المعروفة بعاصمة الثقافة في اليمن من عادات المواطنين المتوارثة عن آبائهم، كما تمنحهم زيارتها الشعور بروحانية الأماكن التاريخية، وتحيي علاقة الارتباط الوثيق بماضي الإنسان اليمني وتاريخه.  

واعتاد الشاب أحمد شهاب على زيارة مدينة تعز القديمة منذ صغره ويذكر :"كنت آتي بصحبة أبي وأزور المساجد القديمة كالأشرفية والمظفر، وأتجول في أزقة المدينة القديمة وشوارعها كسوق الشنيني، وأحس أثناء زيارتي بعبق التاريخ وجمال الأجواء التي تعيدنا إلى الزمن القديم".

ويضيف أن "للمدينة القديمة في رمضان خصوصيتها وطقوسها، ونشعر أثناء زيارتنا لمساجدها القديمة بروحانية خاصة ومستمدة من الأنشطة التي تقام في أروقتها والأجواء الجماعية التي تخيم عليها".

ويشعر المواطن حسن الحاشدي أثناء زياراته المعتادة لمدينة تعز القديمة بروحانية مختلفة في رمضان والذي يعدّ عنده شهر الصوم والإحسان والإقبال على الله.

ويذكر الحاشدي : "تعود مدينة تعز إلى عهد الدولة الرسولية، وأنا الآن في مسجد الأشرفية وهو أحد المساجد الرسولية"، مضيفاً: "زيارة المدينة القديمة عادة قديمة عندي، وأجد فيها الروح والذات والملاذ الآمن"، ويتزايد خلال شهر رمضان أعداد الزوار المترددين على المدينة القديمة خصوصاً جامع ومسجد الأشرفية الشهير.

ويرجع الشاب عبد الله زياراته المتواصلة للأشرفية إلى روحانية المكان والطقوس التي تقام فيه، ويضيف عادة ما يتوافد الناس من مختلف المناطق في داخل تعز وخارجها ليستشعروا جمال المسجد، وينعمون بالأجواء الروحانية التي تخيم عليه.