Logo

وجع يتوزع على كل جغرافيا هذا الوطن الصابر

الوجع والقهر يخيمان على كل شبر من أرض اليمن المثقلة بالجراح،  فاجعة جديدة تضاف إلي فواجع البلد آلتي لا تنتهي، مشاهد الموت بالقصف الجوي والبري والبحري ، وطرق الموت تحصد كل يوم العشرات من المقهورين ،الباحثين عن لقمة العيش في الداخل والخارج ، لتزيد الأسى وتعمق الجراح.
قبل قليل و في منطقة العبر القاحلة، حيث تتلاقى طرق السفر الطويلة وتختلط آمال المسافرين ببساطة الحياة، وقع ما لم يكن في الحسبان.
 اصطدام هائل مزق سكون الليل، صرخة مدوية تبعها صمت مطبق، أثقل من كل الكلمات. تصادم باصين مكتظين بالركاب، كل منهم يحمل أحلامًا بسيطة، آمالًا معلقة، وحكايات لم تكتمل.
في لحظة واحدة، تحولت الوجوه المبتسمة إلى أخرى شاحبة يكسوها الذهول والخوف. الأجساد المتلاصقة تبعثرت، والدعوات الصامتة تحولت إلى صرخات استغاثة مكتومة.
وصلت أنباء الحادث كالصاعقة إلى قلوب اليمنيين المثقلة بالهموم. 
صور الحطام المتناثر، والأشلاء المبعثرة، والدم الذي لطخ رمال الصحراء، انتشرت بسرعة البرق، لتزرع المزيد من الحزن في كل بيت.
كل يمني شعر بالوجع، وكأن الفاجعة حلت في داره ، تخيلوا الأمهات اللاتي كن ينتظرن عودة أبنائهن، والآباء الذين كانوا يحلمون برؤية فلذات أكبادهم. تخيلوا الأطفال الذين فقدوا حضن أمهاتهم الدافئ، والأحلام التي تبخرت في رمشة عين.
 الدعوات ارتفعت إلى السماء، والدموع انهمرت غزيرة على أرواح الضحايا. القلوب المفجوعة تمنت لو أن هذا الكابوس لم يكن حقيقة، لو أن القدر كان أرحم بوطنٍ أنهكته الحروب والويلات.
 وجع يتوزع على كل جغرافيا هذا الوطن الصابر.