الكوليرا يتفشى في اليمن: أكثر من 11 إصابة خلال 3 أشهر
في ظل تدهور الأوضاع الصحية واستمرار الأزمات الإنسانية، سجّل اليمن أكثر من 11 ألف حالة إصابة بمرض الكوليرا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بحسب تقرير صادر أمس الثلاثاء عن منظمة الصحة العالمية.
ويأتي هذا الارتفاع المقلق في أعداد المصابين في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي، ما يزيد من احتمالات تفشي المرض على نطاق أوسع.
وقالت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقرير لها بشأن تفشي الكوليرا، أصدرته الثلاثاء، إنه أُبلغ عن 11,507 حالات كوليرا وإسهال مائي حاد في اليمن، و9 وفيات مرتبطة بالوباء، خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و30 مارس/آذار 2025.
وأضاف التقرير أن عدد الحالات والوفيات المُبلّغ عنها في البلاد خلال مارس/آذار الماضي وحده، وصل إلى 1,278 حالة، إلا أنه لم تُسجَّل أي حالة وفاة مرتبطة بالمرض في هذا الشهر.
ووفق البيانات الواردة من منظمة الصحة العالمية، يُعدّ اليمن رابع أكبر دولة في تفشي الوباء على مستوى العالم، بعد كل من جنوب السودان (29,050 حالة)، وأفغانستان (21,533 حالة)، والكونغو الديمقراطية (15,785 حالة).
وأوضح التقرير أن اليمن احتل المرتبة الثانية في عدد حالات الإصابة بالكوليرا على مستوى إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان (21,533 حالة)، يليهما السودان (7,894)، وذلك خلال الربع الأول من العام الجاري.
كذلك حل ثانياً، أيضاً، في عدد الوفيات المرتبطة بالمرض بعد السودان (160 وفاة)، تليهما كل من أفغانستان (8 وفيات) والصومال (حالة وفاة واحدة)، في الفترة نفسها.
وأشار التقرير إلى أنه أُبلِغ عن إجمالي تراكمي قدره 116,574 حالة إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في 25 دولة موزعة على ثلاث مناطق تابعة لمنظمة الصحة العالمية حول العالم؛ بينها 1,514 وفاة، خلال الفترة نفسها.
وذكرت المنظمة الأممية أن انتشار الكوليرا في اليمن يتفاقم بفعل مزيج من العوامل، أبرزها النزاعات المسلحة، والنزوح الواسع، والكوارث الطبيعية المتكررة، وتغيرات المناخ، ولا سيما في المناطق الريفية المتضررة من الفيضانات.
وأضافت أن ضعف البنية التحتية الصحية، وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية، يسهمان في تأخير العلاج وزيادة مخاطر انتشار المرض.
وأكدت الصحة العالمية أن هذه التحديات المتداخلة، والمتجاوزة للحدود الجغرافية، تعقد جهود احتواء تفشي الكوليرا وتحدّ من فعالية الاستجابة الإنسانية والصحية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت في تقرير صادر عنها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنه أُبلغ عن 245,776 حالة في عموم أنحاء اليمن، خلال الفترة من 1 يناير/كانون الثاني وحتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وبحسب البيانات الواردة في التقرير، فإن حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي المبلغ عنها في اليمن تمثل أعلى عدد مسجل من بين 35 دولة على مستوى العالم، تليها أفغانستان بـ165,629 حالة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الوفيات المرتبطة بالوباء في اليمن منذ بداية عام 2024 حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بلغت 861 حالة، وهو ثاني أعلى معدل بعد السودان الذي شهد 1,009 وفيات، خلال الفترة نفسها.