Logo

1400 إصابة بالحصبة خلال أسابيع في ذمار

 تشهد محافظة ذمار، وسط اليمن، والواقعة تحت سيطرة جماعة "أنصار الله"(الحوثيين)، تفشياً حاداً في معدلات الإصابة بمرض الحصبة، حيث سُجلت أكثر من 600 حالة جديدة خلال أقل من شهر، معظمها في صفوف الأطفال دون سن الخامسة.

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان، يوم الاثنين، أن فرقها الطبية عالجت، بين شهري إبريل/نيسان ويوليو/تموز 2025، أكثر من 1400 مصاب بالحصبة في محافظة ذمار، من خلال أنشطة مستشفى الوحدة التعليمي والعيادات المتنقلة التي تعمل في المديريات الأكثر تضرراً.

ووفق الإحصائيات التي وردت في البيان، فقد بلغت الإصابات المسجلة في 2 يوليو/تموز الجاري نحو 800 حالة، إلا أن الرقم ارتفع إلى أكثر من 1400 حالة بحلول 21 من الشهر ذاته، أي بزيادة تتجاوز 600 إصابة جديدة خلال 19 يوماً فقط.
 
وأشار البيان إلى أن ما يزيد عن 56% من المرضى الذين جرى علاجهم هم أطفال دون سن الخامسة، لافتاً إلى أن فرق الطوارئ التابعة للمنظمة لاحظت زيادة بنسبة 219% في عدد الحالات خلال أول شهرين من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وعزت المنظمة هذه الزيادة الحادة إلى "الفجوات الكبيرة في برامج التطعيم الروتيني، ومحدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية"، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يتوافدون إلى مراكزها لم يتلقوا أي لقاح ضد الحصبة.
 
وبحسب البيان، بدأت فرق "أطباء بلا حدود" بتقديم الرعاية الطبية للمصابين في ذمار منذ أوائل إبريل الماضي، نتيجة الارتفاع المستمر في أعداد الإصابات. 

ويقوم فريق الطوارئ المتنقل حالياً بعلاج المرضى في جناح العزل بمستشفى الوحدة، الذي يتسع لـ40 سريراً، إلى جانب تقديم استشارات طبية مجانية عبر ثلاث عيادات متنقلة تتنقل بين ست مديريات في المحافظة.

و أكدت مسؤولة الإعلام في مكتب "أطباء بلا حدود" باليمن، الدكتورة فاتن الحبيشي، أن "أكثر من عقد من الحرب وعدم الاستقرار أديا إلى انهيار النظام الصحي في البلاد، ما جعل من الصعب السيطرة على تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها".

وأضافت: "الحصبة مرض يمكن الوقاية منه بلقاح بسيط، لكن الأمر يتطلب وجود نظام صحي مستقر وفعّال. مع تدهور سبل العيش، يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة.

 كما أن انخفاض معدلات التطعيم يمثل تحدياً إضافياً خطيراً، حيث إن عدداً كبيراً من الأطفال الذين نراهم في مراكزنا غير مطعمين".
 
وأشارت الحبيشي إلى أن "القطاع الصحي في اليمن يواجه تحديات كبيرة نتيجة انخفاض الدعم الإنساني وتراجع التمويل الدولي". 

وأضافت أن "الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والمساعدات المتوفرة آخذة في الاتساع، لا سيما في الأشهر الأخيرة، عقب الانخفاض الحاد في حجم التمويل المخصص لليمن". 

وشددت على أن "تمكين القطاع الصحي من مواجهة هذا التفشي يتطلب تضافر جهود الجميع لتعزيز قدراته وتوسيع نطاق استجابته".

كما لفتت إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" تستجيب لتفشي الحصبة في محافظة ذمار، من خلال دعم وزارة الصحة في إدارة الحالات داخل مركز العزل بمستشفى الوحدة التعليمي، 

الذي يضم 40 سريراً. ويقدم فريق المنظمة استشارات طبية مجانية عبر ثلاث عيادات متنقلة تجوب ست مديريات في المحافظة، بالإضافة إلى تعزيز خدمات الإحالة للحالات الحرجة إلى مراكز طبية أكثر تخصصاً.