دمشق تعيد تأهيل أبرز أسواق الحرف اليدوية

 خاض الشارع السوري جدلاً واسعاً حول عمليات الترميم التي انطلقت في موقع التكية السلمانية، أحد أشهر المواقع الأثرية وسط العاصمة السورية.

الموقع الذي لطالما ضجّ بزحمة السياح ومحبي المنتجات التراثية المشغولة بأيدي حرفيين تناقلوا المهنة "أبّاً عن جد"، أصبح مهجوراً اليوم، بعدما أضحت التشققات والتصدعات التي سيطرت على الأراضي والجدران، تهدد المحال والمشاغل الصغيرة بالانهيار في كل لحظة.

في جولة ضمن التكية التي تعد بامتياز أهم أسواق المهن اليدوية في سوريا، ظهرت الأحجار التاريخية وهي موزعة هنا وهناك ومرمزة بالأرقام، فيما أعمال حفريات ينفذها عمال داخل التكية، وبدت المحال خاوية مهجورة بعدما غادرها أرباب المهن التراثية الذي كانوا يشغلونها على مدى عقود، إلى (حاضنة دمر) للمهن التراثية، بعد تردي الحالة العمرانية التي وصل لها بناء التكية وساحاته.

محافظ دمشق:  أهمية المشروع تأتي من ضرورة الحفاظ على معلم تاريخي تراثي

محافظة دمشق، وفي معرض استجابتها للجدل الحاد الذي أخذ حيّزاً واسعاً من تجاذب الآراء في الفضاء الإلكتروني، دعت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لإجراء جولة ضمن التكية، بحضور محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي ومدير عام المتاحف والآثار في سوريا نظير عوض، ومسؤولي عمليات الترميم.

وأكد محافظ دمشق أن الحالة السيئة التي وصلت لها مباني التكية وساحاتها فرضت ضرورة حتمية بانطلاق عمليات ترميم شاملة، مشدداً على أن أهمية المشروع تأتي من ضرورة الحفاظ على هذا المعلم التاريخي التراثي، بعدما تردّت حالته الإنشائية بسبب جفاف نهر بردى المجاور الذي تعرض خلال العقود الماضية لهبوط مستوى المياه الجوفية بسبب شح المصادر المياه، ما أدى إلى انجراف في طبقات التربة تحت منسوب تأسيس المباني.

وأوضح المحافظ أن "الموقع يشكّل حالة ذاكرة جمعية لدى عموم السوريين وأيقونة سورية مسجلة لدى قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي"، وأضاف: "كان لا بد من تدخل المحافظة بالوقت المناسب، حيث بدأ التدخل منذ عام 2015 وتمت المعالجة من خلال الحلول الإسعافية عبر ربط بعض الأقواس والقبب بأعمدة حديدية، لكنها لم تكن حلول تستطيع الوقوف في وجه هذا الانهدام والهبوط الكبير في الأرضية لذلك كان لا بد من عمل وطني كبير يستدعي إعادة تأهيل هذا المعلم الأثري بشكل كامل".

ويحاول العاملون على مشروع الترميم، المحافظة على هوية المكان وجماليته والطابع العمراني والتاريخي، حيث لم يخلُ حجر واحد من رقم يدل على مكان تموضعه الأساسي مع باقي الحجارة ليعيدوا تشكيل هذا الإرث الحضاري، وفقاً لتكوينه الأول.