Logo

الأسواق اليوم: تراجع الذهب والنفط واستقرار الدولار

 انخفضت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء، حيث أدى الارتفاع الطفيف للدولار والتفاؤل بشأن احتمال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا إلى تراجع الطلب على الملاذ الآمن، بينما تراجع النفط بعد أن تعافى في بداية التعاملات. 

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين وقال إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن على الفور مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار. 

وقال بوتين إن موسكو مستعدة للعمل مع أوكرانيا على مذكرة حول اتفاق سلام مستقبلي مضيفاً أن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب تسير على الطريق الصحيح.

في المقابل، وعلى الصعيد الجيوسياسي أيضاً، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، قوله إن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة "لن تفضي إلى أي نتيجة" إذا أصرت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم تماماً.

 بينما جدد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يوم الأحد، تأكيد موقف واشنطن أن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم الذي يشكل مساراً محتملاً نحو تطوير قنابل نووية. 

وتقول طهران إن أغراض برنامجها النووي سلمية بحتة.

على الصعيد المالي، تعامل مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بحذر مع تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني وظروف السوق غير المستقرة، مع استمرارهم في التعامل مع بيئة اقتصادية غير مستقرة للغاية. 

ومن المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي المجلس في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، ما قد يوفر المزيد من الرؤى حول الاقتصاد ومسار سياسة البنك المركزي. 

وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا رافاييل بوستيك لشبكة سي.إن.بي.سي أمس الاثنين، إن البنك المركزي الأميركي قد يكون قادراً فقط على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال بقية العام، نظراً للمخاوف إزاء ارتفاع التضخم الناجم عن زيادة الرسوم الجمركية.

 وتتوقع الأسواق الآن خفض أسعار الفائدة بمقدار 54 نقطة أساس على الأقل هذا العام، على أن يبدأ أول خفض في أكتوبر/ تشرين الأول. 
 
 ومن المتوقع أن ينضم ترامب اليوم إلى نقاش في الكونغرس حول مشروع قانون الضرائب الذي طرحه الرئيس. 

ويأتي هذا التصويت بعدما خفضت وكالة موديز تصنيفها الائتماني للحكومة الأميركية من أعلى مستوى، وأرجعت ذلك إلى مخاوف بشأن تراكم ديون البلاد، البالغة 36.2 تريليون دولار.

 ويقول محللون مستقلون إن مشروع قانون ترامب سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى الدين. وأثقل تضخم الديون والخلافات التجارية وتراجع الثقة باستمرار التفوق الأميركي، كاهل الأصول الأميركية.

نزول الذهب 
وفي أسواق المعادن النفيسة، نزل الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% إلى 3213.35 دولاراً للأوقية، بحلول الساعة 04.27 بتوقيت غرينتش.  

كذلك انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6% إلى 3215.50 دولاراً. وتعافى الدولار بشكل طفيف بعد أن لامس أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع في الجلسة السابقة، ما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم: "نحن نشهد تلاشي رد الفعل غير المحسوب على تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية للولايات المتحدة، وهناك بعض الأمل في التوصل إلى هدنة بين أوكرانيا وروسيا". 

وأضاف رودا: "نشهد ظهور مشترين عند الانخفاضات التي تقل عن 3200 دولار. ومع ذلك، أعتقد أننا سنشهد تراجعاً أكبر، خصوصاً إذا كان هناك المزيد من التراجع في المخاطر الجيوسياسية".

وسجل الذهب، الذي يعد أحد الأصول الآمنة خلال فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، مستويات قياسية عديدة، وارتفع بنحو 23% هذا العام حتى الآن.

 وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% إلى 32.17 دولاراً للأونصة، واستقر البلاتين عند 998.04 دولاراً، وخسر البلاديوم 0.3% ليسجل 971.84 دولاراً.
 
تراجع النفط 

وفي أسواق الطاقة، انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، وسط تعثر محتمل في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، وضعف احتمالات دخول المزيد من إمدادات الخام الإيرانية إلى السوق العالمية. 

وبحلول الساعة 06.25 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتاً إلى 65.35 دولاراً للبرميل. 

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي التي ينتهي أجلها اليوم 3 سنتات إلى 62.72 دولاراً. بينما انخفضت عقود يوليو/ تموز الأكثر تداولا 17 سنتا إلى 61.97 دولار للبرميل.

وقال أليكس هودز، المحلل في شركة ستون إكس، إن تعثر المحادثات أضعف الآمال في التوصل إلى اتفاق كان من شأنه أن يمهد الطريق لتخفيف العقوبات الأميركية ويسمح لإيران بزيادة صادراتها النفطية بما يراوح بين 300 ألف و400 ألف برميل يومياً.

وتلقت الأسعار دعما من توقعات ارتفاع الطلب الفعلي على المدى القريب في ظل تحقيق قطاع التكرير في آسيا هوامش أرباح جيدة. 

وقال نيل كروسبي المحلل لدى شركة سبارتا كوموديتيز: "بدأت دورة الشراء الآسيوية بداية معتدلة، لكن الهوامش القوية وانتهاء أعمال الصيانة من المتوقع أن تكون من عوامل الدعم". 

وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن هوامش أرباح مجمع التكرير في سنغافورة، وهي مؤشر إقليمي رائد، تجاوزت ستة دولارات للبرميل في المتوسط خلال مايو أيار ارتفاعا من 4.4 دولارات للبرميل في المتوسط خلال إبريل/ نيسان.

وتترقب الأسواق محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا لتحديد اتجاه تدفقات النفط الروسي، مما قد يؤدي إلى تخمة في المعروض ويؤثر سلبا على الأسعار.

وقال محللو آي.إن.جي في مذكرة للعملاء: "تركز أسواق الطاقة على محادثات السلام المحتملة وقد يؤدي التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف إلى تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا".

في الوقت ذاته، أدى تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم ومنع أسعار النفط من الارتفاع. 

وكانت الوكالة قد خفضت التصنيف الائتماني للديون السيادية لأميركا درجة واحدة يوم الجمعة، مشيرة إلى المخاوف بشأن ديون البلاد المتزايدة البالغة 36 تريليون دولار. 

وتعرضت أسعار الخام لضغوط إضافية بسبب البيانات التي أظهرت تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. 

وقد تتأثر الأسعار على المدى القريب بالرسوم الجمركية والمحادثات الأميركية الإيرانية وحالة عدم اليقين الاقتصادي والحرب بين روسيا وأوكرانيا. 

وتوقع محللو بي.إم.آي في مذكرة للعملاء انخفاض استهلاك النفط في عام 2025 بنسبة 0.3% متأثرا بتباطؤ في مختلف فئات المنتجات النفطية. 

وأضاف المحللون: "حتى لو اعتمدت الصين إجراءات تحفيزية، قد يستغرق الأمر بعض الوقت لإحداث تأثير إيجابي على الطلب على النفط".

استقرار الدولار

وفي أسواق العملات، تحرك الدولار في نطاق ضيق اليوم الثلاثاء بعدما تراجع على مدى أسبوع، متأثراً بحذر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) حيال الاقتصاد، 

ومع اقتراب المشرعين الأميركيين من إقرار مشروع قانون من المتوقع أن يزيد العجز المالي للبلاد. 

وشهد الدولار عمليات بيع واسعة بسعر منخفض أمس الاثنين، بعد تخفيض وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية تصنيف الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من عجز الموازنة. 

وتتجه الأنظار الآن إلى تصويت حاسم في واشنطن على تخفيضات ضريبية شاملة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

وتراجع الدولار الأسترالي بعدما خفض بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة القياسية بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، محذراً من حالة عدم اليقين الناجمة عن التوترات التجارية العالمية.

وقال رودريغو كاتريل، كبير محللي النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني: "لا تزال السوق حذرة جداً إزاء عدم وجود تقشف من الجانب المالي في الولايات المتحدة". 

وأضاف: "نعتقد أن هذا قد يكون محركاً لضعف الدولار على أساس فصلي في الفترة المقبلة، إذ من المرجح أن تطلب السوق علاوة أعلى لإقراض الأموال للولايات المتحدة".

وانخفض مؤشر الدولار 10.6% من مستوياته المرتفعة المسجلة في يناير/ كانون الثاني، في أحد أشد مستويات تراجعه خلال ثلاثة أشهر. 

واستعاد الدولار بعض الزخم بعدما أوقف ترامب العديد من أكبر الرسوم الجمركية التي أعلنها الشهر الماضي. 

لكن تصريحات كبير المبعوثين التجاريين اليابانيين اليوم الثلاثاء، التي أكد فيها تمسك طوكيو بموقفها المناهض للرسوم الجمركية، أشارت إلى صعوبة الخروج من المفاوضات في الأسابيع والأشهر المقبلة.
 
ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار، مسجلاً 144.75 يناً، بعدما وصل إلى 144.66 أمس الاثنين، وهو أقل مستوى منذ الثامن من مايو/ أيار. ونزل مؤشر الدولار 0.1% بعد خسارته 0.6 بالمئة في الجلسة السابقة. 

وقال هيروفومي سوزوكي، كبير محللي العملات في سي.إم.بي.سي: "تشهد سوق الصرف الأجنبي تقلبات مع وجود مؤشرات محدودة". 

وأضاف: "من المتوقع انعقاد اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع ومحافظي البنوك المركزية، بالإضافة إلى مفاوضات التجارة بين اليابان والولايات المتحدة، ما يُصعب على السوق التحرك".

وانخفض الدولار الأسترالي 0.5% إلى 0.6423 دولار، مقلصاً مكاسب بلغت 0.8% أمس الاثنين. 

وخفض بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة الرئيسي إلى أدنى مستوى في عامين عند 3.85%، وعزا ذلك إلى التوقعات العالمية القاتمة وتباطؤ التضخم المحلي. 

ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الإسترليني، مسجلاً 1.3353 دولار. واستقر اليورو عند 1.1249 دولار. 

(رويترز)