Logo

الذهب قرب ذروته التاريخية والنفط يتراجع

 شهدت الأسواق العالمية، اليوم الخميس، تبايناً ملحوظاً بين تراجع أسعار النفط بفعل ضعف الطلب الأميركي وزيادة المخزونات، وارتفاع طفيف للذهب الذي يقترب من مستويات قياسية تاريخية مدعوماً بترقب خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي. 

وفيما استقر الدولار مدعوماً بتوقعات السياسة النقدية، أغلقت الأسهم الأميركية على أداء متباين، بينما مالت البورصات الأوروبية إلى التراجع مع بعض المكاسب القطاعية المحدودة.

أسعار النفط تتراجع في ظل ضعف الطلب

تراجعت أسعار النفط قليلاً، اليوم الخميس، في ظل ضعف الطلب في الولايات المتحدة واحتمالات تخمة في الإمدادات، وذلك رغم تصاعد التوتر في الشرق الأوسط والحرب الروسية في أوكرانيا.

 وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتاً أو 0.21% إلى 67.35 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 04:33 بتوقيت غرينتش، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً أو 0.24% إلى 63.35 دولاراً.

وكانت عقود الخامين القياسيين قد ارتفعت بأكثر من دولار أمس الأربعاء بعد الهجوم الإسرائيلي على القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطر، 

ومع استنفار بولندا دفاعاتها الجوية والدفاعات الجوية لحلف شمال الأطلسي لإسقاط طائرات مسيّرة يُشتبه في أنها روسية ضلت طريقها ودخلت أجواءها خلال هجوم على غرب أوكرانيا.
 
ومثلت تلك المكاسب استمراراً لاتجاه صعودي لأسعار النفط خلال معظم هذا الشهر بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر في 5 سبتمبر/ أيلول.

 لكن الهجمات في الشرق الأوسط وإسقاط المسيّرات في بولندا لم تنطوِ على خطر مباشر يهدد إمدادات النفط، ما حوّل الاهتمام إلى توازنات العرض والطلب وسط ارتفاع مخزونات النفط وانخفاض أسعار المنتجين وتباطؤ سوق العمل، وهو ما يعكس ضعف الاقتصاد الأميركي.

وقالت إدارة معلومات الطاقة لوكالة "رويترز" إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 3.9 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر/ أيلول، مقابل توقعات بسحب مليون برميل. 

كذلك ارتفعت مخزونات البنزين 1.5 مليون برميل، فيما كانت التوقعات تشير إلى تراجع قدره 200 ألف برميل. ويتوقع المحللون أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
 
وقال ستيفن براون، نائب كبير الاقتصاديين في "كابيتال إيكونوميكس" لمنطقة أميركا الشمالية، في مذكرة: "ضعف ظروف سوق العمل يعني أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستصوّت على خفض الفائدة 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل... 

على الرغم من وجود أصوات قليلة مؤيدة لخفض 50 نقطة أساس قد تجذب الانتباه".

في المقابل، من المقرر أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس أسعار الفائدة دون تغيير. وعلى جانب العرض، قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها (أوبك+) يوم الأحد زيادة الإنتاج في أكتوبر/ تشرين الأول. 

ورغم أن الزيادات أقل من تلك المطبقة في الأشهر الماضية وجاءت دون بعض التوقعات، فإنها تُضعف سوق النفط. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا الأسبوع إن من المتوقع أن تنخفض أسعار النفط بشكل ملحوظ في الأشهر المقبلة مع ارتفاع الإنتاج وتراكم المخزونات. 

وذكرت مجموعة أوراسيا الاستشارية في مذكرة: "على الرغم من انخفاض الأسعار وركود نمو الطلب على النفط، فإن المنتجين – بقيادة أوبك+ – يواصلون ضخ البراميل، 

ما يرجح حدوث خلل في التوازن بحلول نهاية عام 2025، وهو ما سيؤدي إلى فائض في المعروض ويدفع الأسعار إلى مزيد من الانخفاض".

أسعار الذهب تسجل ارتفاعا طفيفاً

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً طفيفاً، اليوم الخميس، إذ عززت بيانات أضعف من التقديرات لمؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة التوقعات القوية بالفعل بشأن خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

 وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 3645.04 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:44 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3673.95 دولاراً يوم الثلاثاء. 

كذلك ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.1 % إلى 3682.90 دولاراً.

وانخفضت أسعار المنتجين الأميركيين على غير المتوقع في أغسطس/ آب نتيجة تراجع هوامش الخدمات التجارية والزيادات المتواضعة في تكاليف السلع. ويترقب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، 

حيث تشير التوقعات – وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز – إلى ارتفاع شهري بنسبة 0.3% في أغسطس/ آب، بعد 0.2% في يوليو/ تموز، بينما يُتوقع أن يبلغ المعدل السنوي للتضخم 2.9% مقابل 2.7% في يوليو/ تموز.
 
وكان تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي الذي صدر الأسبوع الماضي قد أشار إلى تباطؤ سوق العمل، ما عزز من توقعات التيسير النقدي. وعادة ما يتجه الذهب – الذي لا يدرّ عوائد – إلى الارتفاع في ظل انخفاض أسعار الفائدة. 

أما المعادن النفيسة الأخرى، فاستقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 41.13 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين 0.5% إلى 1392.55 دولاراً، بينما زاد البلاديوم 0.7% إلى 1181.56 دولاراً.

أسواق العملات تستقر في التداولات الآسيوية

استقر الدولار في التداولات الآسيوية المبكرة، اليوم الخميس، بعد انخفاض غير متوقع في أسعار المنتجين الأميركيين، ما عزز التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. 

وزاد مؤشر الدولار إلى 97.822 لليوم الثالث على التوالي بعد أن أعلن مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل تراجع مؤشر أسعار المنتجين 0.1% في أغسطس/ آب، عقب قفزة بنسبة 0.7% في يوليو/ تموز (جرى تعديلها بالخفض).

وتُبنى التداولات حالياً على أساس أن خفض الفائدة أمر مؤكد، فيما يبقى السؤال عن حجمه. 

ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي.إم.إي"، يتوقع المتداولون بنسبة 8% خفضاً بواقع 50 نقطة أساس، بينما يعتبر الخفض بواقع 25 نقطة أساس أمراً محسوماً. 

واستقر الدولار مقابل الين عند 147.41 يناً بعد بيانات أظهرت ارتفاع أسعار الجملة في اليابان 2.7% في أغسطس/ آب على أساس سنوي، مقابل 2.6% في الشهر السابق، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية.

 وارتفع اليورو إلى 1.1698 دولار قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي.

كذلك سجل الدولار الأسترالي 0.66165 دولار مرتفعاً 0.04% بعد أن بلغ أمس أعلى مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وارتفع اليوان في الخارج 0.03% إلى 7.1184 لكل دولار، 

بينما انخفض الدولار النيوزيلندي 0.03% إلى 0.59375 دولار. واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3527 دولار.
 
الأسهم الأميركية تغلق على تباين

أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على تباين، إذ حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ثاني إغلاق قياسي مرتفع على التوالي. ووفقاً للبيانات الأولية ارتفع "ستاندرد آند بورز 500" بمقدار 19.72 نقطة أو 0.30%، ليغلق عند 6532.33 نقطة، 

وصعد مؤشر "ناسداك" المجمع 5.27 نقاط أو 0.02%، مسجلاً 21884.75 نقطة. بينما نزل مؤشر "داو جونز" الصناعي 219.15 نقطة أو 0.48% إلى 45492.19 نقطة.
 
وفي أوروبا، أنهت الأسهم تعاملاتها على انخفاض، حيث نزل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الأوسع نطاقاً 0.05% ليغلق عند 552.12 نقطة. 

لكن سهم "إنديتكس" ارتفع 6.4% بعد إعلان الشركة تحسن المبيعات بين الأول والثامن من سبتمبر/ أيلول، ما ساهم في رفع المؤشر الإسباني 1.25% إلى أعلى مستوى له في أسبوعين. 

كذلك ارتفع المؤشر الفرعي لقطاع التجزئة ضمن "ستوكس 600" بنسبة 1.4%.

وحصل "ستوكس 600" على دعم إضافي من مؤشر الفضاء والدفاع الأوروبي الذي ارتفع 1.44%. أما مؤشر "فاينانشال تايمز 100" البريطاني فقد تراجع 0.2%، والمؤشر الألماني "داكس" انخفض 0.4%،

 فيما ارتفع المؤشر الفرنسي "كاك" 0.15% بعد أن عيّن الرئيس إيمانويل ماكرون أمس وزير الدفاع السابق سيباستيان ليكورنو رئيساً للوزراء.

 رويترز