أسهم البنوك تتراجع وأصداء الأزمة تصل أوروبا

 تراجعت أسهم البنوك في جميع أنحاء العالم، اليوم، برغم تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان سلامة النظام المصرفي الأميركي وذلك بعد ثلاث حالات إفلاس في الأيام الأخيرة لبنك «سيليكون فالي» وبنك «سيغنتشر» وبنك «سليفرغايت».

وقد جاءت جهود بايدن التي تهدف إلى طمأنة الأسواق والمودعين على ودائعهم بعد أن فشلت الإجراءات الطارئة التي اتخذتها الولايات المتحدة في تبديد مخاوف المستثمرين بشأن توالي الأزمات في البنوك الأخرى حول العالم.

وخسرت البنوك الأميركية الكبرى أكثر من 70 مليار دولار من قيمتها في سوق الأسهم اليوم ليرتفع إجمالي خسائرها خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى نحو 170 مليار دولار، برغم الإجراءات التي اتّخذت للحدّ من مخاطر تعثّر البنوك.

وأمس، اتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ووزارة الخزانة الأميركية قراراً للتيسير على البنوك الاقتراض من المركزي في حالات الطوارئ. وتحركت الجهات التنظيمية بسرعة أيضاً لإغلاق بنك «سيغنتشر» الذي يتخذ من نيويورك مقراً له والذي تعرض للضغوط خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال بايدن إن وزيرة الخزانة، جانيت يلين، ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني عملا بدأب مع الجهات التنظيمية في قطاع المصارف للتصدي للمشكلات في البنكين. وأضاف: «يمكن للشعب الأميركي وللشركات الأمريكية لوثوق بأن ودائعهم المصرفية ستكون موجودة حينما يحتاجون إليها»، متعهّداً بتشديد اللوائح التنظيمية بعد أكبر انهيار مصرفي منذ الأزمة المالية التي حدثت عام 2008.

إلا أنه برغم هذه الإجراءات و«طمأنة» بايدن، تراجعت أسهم «جي بي مورجان تشيس» و«مورجان ستانلي» و«بنك أوف أميركا». وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» بنحو 76.6 بالمئة على الرغم من التقارير التي أفادت بحصوله على تمويل جديد، في حين انخفض سهما «ويسترن أليانس بانكورب» 82.5 في المئة و«باك ويست بانكورب» 53 في المئة. وتوقف التداول في الأسهم عدة مرات بسبب التقلبات.

وفي السياق، قال مسؤول في الإدارة الأميركية إنه لا يوجد جدول زمني لبايدن لتقديم أي طلبات للكونغرس في الوقت الذي لا يزال فيه مساعدوه يعملون على إدارة الوضع في الوقت الحالي وفهم سبب حدوث هذه الأزمة بصورة أفضل وما الذي يمكن أن يُطلب من المشرعين تحديداً.

أصداء الأزمة تصل أوروبا

وامتد صدى هذه الأزمة إلى أوروبا إذ سجلت الأسهم أكبر انخفاض يومي لها هذا العام، فأغلقت أسهم البنوك في المؤشر «ستوكس» 600 على انخفاض قدره 5.7 في المئة. وانخفض سهم «كوميرتس بنك» الألماني 12.7 في المئة، بينما تراجع سهم «كريدي سويس» 9.6 في المئة في انخفاض لم يحدث من قبل.

وكان أقدم مستثمرون على بيع أسهم بنوك منطقة اليورو‭‭ ‬‬بينما حدوا من رهاناتهم على رفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة.

إلا أن المشرفين على البنوك في منطقة اليورو اعتبروا أن الأمر سيخلف آثاراً محدودة على بنوك المنطقة ، بينما شددوا على الحاجة إلى مراقبة أي تداعيات أخرى عن كثب.

وقال المجلس الإشرافي للبنك المركزي الأوروبي، الذي يشرف على أكبر بنك في منطقة اليورو، إنه لا يرى في الوقت الحالي حاجة إلى عقد اجتماع طارئ، في حين أن البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) هو الوحيد الذي دعا رسمياً إلى اجتماع لفريق الأزمات. وقالت هيئة الرقابة على المؤسسات المالية السويسرية إنها تراقب أداء البنوك وشركات التأمين عن كثب.

وأفاد أحد كبار المشرفين بالبنك المركزي الأوروبي، وكالة «رويترز» إن بنوك منطقة اليورو تتمتع بتمويل جيد وأكثر تحفظاً من بنك «سيليكون فالي»، الذي يقرض في الغالب شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا، ومنافسه بنك «سيجنتشر» في نيويورك الذي أغلقته السلطات في مطلع الأسبوع.

وأضاف المصدر أن المشرفين لا يرون أي تداعيات مباشرة لانهيار بنك «سيليكون فالي» على بنوك منطقة اليورو، لكنهم نبهوا إلى أن هذا الوضع ربما يتغير إذا امتد أثر ذلك إلى بنوك أكبر في الولايات المتحدة.

«النقد» يُرحّب

من جهته، رحّب «صندوق النقد الدولي» بالتحرك «الحاسم» الذي اتخذته الولايات المتحدة للحد من المخاطر المتكررة للأنظمة المصرفية، قائلاً إنه يراقب الأوضاع لمتابعة التبعات العالمية للأمر.

وقال صندوق النقد، في بيان، إنه «يرحب بالخطوات الحاسمة التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ووزارة الخزانة الأميركية لمواجهة المخاطر المتكررة الناجمة عن تعثر بنوك في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة».

وأضاف: «خبراء صندوق النقد الدولي يتابعون تطور الموقف عن كثب ويقيمون التبعات المحتملة على الاستقرار المالي العالمي».